كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

{أُخْرِجْنَا} أجلينا من ديارنا وأخرجنا من بين ظهراني أهالينا وذرياتنا.
وقيل: إنها خفض قوله: {وَأَبْنَائِنَا} على الاتباع، والتقدير: وسبيت أبناؤنا (¬1) ويجوز الإعراب على الاتباع لقوله: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ} وقوله: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}.
{وَزَادَهُ بَسْطَةً} والبَسطة والانبساط التوسع وقيل: الزيادة والفضل {وَالْجِسْمِ} الجوهر المؤلفه {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} وهو الصندوق على وزن فاعول مثل كانون وجمعه توابيت بلغة قريش وبلغة الأنصار التابوه (¬2) والتوابيه والتوابيت (¬3)، والسكينة فعل في معنى الطمأنينة، والمراد بها ههنا ذات (¬4) السكينة، واختلف فيها قال علي أنها ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان (¬5).
وعن مجاهد أنها كانت من الزبرجد وكان لها جناحان ورأس كرأس الهرَّة (¬6)، وعن وهب بن منبه أنها كانت روحًا من الله يكلِّمهم بالبيان (¬7)، وعن السدي أنها طشت من ذهب كان يغسل فيه قلوب الأنبياء عليهم السلام (¬8)، و (البقية) هي عصا موسى ورضراض (¬9) الألواح، عن ابن عباس وقتادة
¬__________
= الوجه الثالث: وهو ما ذهب إليه الطبري أن هناك واوًا محذوفة قبل قوله: {أَلَّا نُقَاتِلَ} التقدير: وما لنا ولأن لا نقاتل.
(¬1) في "أ": (أباونا).
(¬2) قرأ زيد بن ثابت {التابوه} وهي لغته، والناس على قراءته بالتاء. هذا ما قاله القرطبي (3/ 248).
(¬3) في "أ": (والتوابيت).
(¬4) في الأصل: (هاهنا الذات).
(¬5) الطبري (4/ 467)، وابن أبي حاتم (2474)، والطبراني في الأوسط (6941).
(¬6) الطبري (4/ 468)، وابن أبي حاتم (2476)، والبيهقي في الدلائل (4/ 118).
(¬7) الطبري (4/ 469)، وابن أبي حاتم (2479).
(¬8) الطبري (4/ 470)، وابن أبي حاتم (2478)، وهو مروي عن ابن عباس كما رواه الطبري (4/ 470).
(¬9) في "أ" "ب": (ورضواض).

الصفحة 422