كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

والسدي (¬1)، والتوراة (¬2) وشيء من ثياب موسى ومن كتب العلم عن الحسن وعمامة هارون وقفيز المن أيضًا في بعض الروايات (¬3)، والمراد بآل موسى وآل هارون أنفسهما {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} على زعمكم، وذلك لأنهم كانوا قد كفروا بردِّهم على نبيهم.
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} خرج من البلد كقوله: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} (¬4) والجنود جمع الجند، وهو الجيش، فمن شرب من مائه {وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ} لم يذقه، والطعم يشمل المأكول والمشروب (¬5) جميعًا {إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ} الاستثناء راجع إلى الشاربين خصَّ نَهْيَهُ به (¬6) بعد العموم، والغرفة من المائع كالقبضة من الذرير {فَشَرِبُوا مِنْهُ} على الوجه المحظور {جَاوَزَهُ} (¬7) عبره {طَاقَةَ} وسع وهو الاستطاعة {كَمْ مِنْ فِئَةٍ} ما أكثر من فئة وإن كانت سؤالًا عن كثرة الشيء وقلَّته إذا نصب ما بعده فإنه يعبر به عن الكثرة عند المبالغة إذا جرَّ ما بعده، وكذلك كائن إلا (¬8) أن (كم) أعم (¬9)
¬__________
(¬1) أما عن ابن عباس فرواه الطبري (4/ 473)، وابن أبي حاتم (2484).
وأما عن قتادة فرواه الطبري (4/ 473).
وأما عن السدي فرواه الطبري (4/ 474).
(¬2) المثبت من "ب" وفي البقية: (التورية).
(¬3) عن الحسن لم أجده، لكن ورد ذكر التوراة والعلم في رواية مجاهد وعطاء بن أبي رباح، وورد ذكر عمامة موسى ولم أجد (عمامة هارون) وقد ورد ذكر السنن وعمامة موسى في رواية مقاتل.
انظر: زاد المسير (1/ 295)، والقرطبي (3/ 250).
(¬4) سورة يوسف: 94.
(¬5) ومنه قول العرب: طعمت الشيء أي: ذقت طعمه، ومنه قول الشاعر [وينسب للعرجي]:
فإنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النساءَ سِواكمُ ... وَإنْ شئتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخًا ولا بَرْدا
[الكتاب (2/ 290) - القرطبي (3/ 252) - ديوان العرجي ص 109].
(¬6) (به) من "أ" "ي".
(¬7) في الأصل: (مجاوزة).
(¬8) في الأصل: (لا).
(¬9) قوله: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ} "كم" خبرية، فإن معناها التكثير، ويدلُّ على ذلك قراءة =

الصفحة 423