كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

كالمطالبة بالحق بعد شهادة الشهود، والإكراه الحمل على غير المراد وإلجاء واضطرار {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ} الإصابة والاستقامة و {الْغَيِّ} ضده، والرشد والرَّشد والرشاد (¬1) بمعنى.
و (الطاغوت) اسم لكلِّ معبود دون الله تعالى أو مطاع في معصية الله (¬2)، وهو واحد يذكر في لفظه مشتق من الطغيان، وقال أبو علي: هو مصدر يوضع موضع الجمع والواحد (¬3) (¬4)، و (الاستمساك) والتمسك بمعنى اللزوم وشدة الأخذ. و (العروة) المتعلق يقال: عروة الجوالق وعروة الكوز وعروة الباب، قال الأزهري (¬5) (¬6): وعروة الكلأ ما له أصل نابت كالشيح الأرضي، وهذا مثل للتمسك بالمعرفة والتوحيد بإذن الله {لَا انْفِصَامَ} انكسار وانصداع من غير أن يبين (¬7)، وفي الحديث: "درَّة بيضاء لا فصم فيها ولا قصم" (¬8) ويروى: "ولا وصَم".
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} أراد ولاية النص، ولذلك خصَّ المؤمنين
¬__________
(¬1) في "أ": (والرشد).
(¬2) وهو راضِ بذلك (المحقق).
(¬3) (والواحد) ليست في " ".
(¬4) ذكره القرطبي في تفسيره (3/ 281)، والسمين الحلبي في تفسيره (2/ 547) ونقلا مذهب أبي علي الفارسي من أنه مصدر في الأصل، ولذلك يوحد ويُذَكَّر كسائر المصادر الواقعة على الأعيان وقيل: هو اسم جنس مفرد، فلذلك لزم الإفراد والتذكير، وهذا مذهب سيبويه وقيل: هو جمع وهذا مذهب المبرد وهو مؤنث بدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا}.
(¬5) (قال الأزهري) ليس في "أ".
(¬6) ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (3/ 159) وقال في معنى الآية: فقد عقد لنفسه من الدين عقدًا وثيقًا لا تحلّه حجَّة.
(¬7) وهذا قول الجوهري كما في تهذيب اللغة (12/ 213) ومنه قول ذي الرمَّة يذكر غزالًا شَبَّهَهُ بدمْلُج فضة:
كأنَّهُ دُمْلُجٌ من فضةٍ نَبَهٌ ... في مَلْعَبٍ من جوارِي الحيِّ مفصومُ
(¬8) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "السنة" (460)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (196 - زوائده)، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/ 296) والحديث ضعيف.

الصفحة 430