كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

وقيل: هي نار في الخلقة، واختلف في سيرها والله أعلم بحقيقتها (¬1)، و (البهت) كالدهش، قال: فبهتهم {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي} لا يوفِّقهم للاهتداء ولا يرشدهم، والمراد به: المقدّر عليهم أن يموتوا على الكفر.
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ} نزلت في عزير - عليه السلام - (¬2)، وقيل: في أرميا النبي - عليه السلام - (¬3) (¬4)، وقيل: في الخضر - عليه السلام - (¬5)، وقيل: في كافر (¬6)، والأصح أنه عزير أو أرميا عليهما السلام، وذلك في أيام بخت نصَّر والتجاء بعض بني إسرائيل إلى صاحب مصر وخراب إيليا، وذكر في قصة أرميا أنه توارى بمصر حيث تبعهم بخت نصر واستردَّهم من صاحب مصر ثم اتخذ جنتيه بمصر يتعيش بهما، فأوحى الله تعالى إليه ليجزيك هذا البلاء الذي قضيته على إيليا وأهلها وأنه ليس زمان العمران ولكنه زمن الخراب فاعمد إلى جنتيك (¬7) فاهدم جدرها وانتف بقلها وعوّر نهرها والحق بإيليا فلتكن بلادك حتى يبلغ كتابي أجله، فخرج أرميا مذعورًا وركب أتانًا له معه سلة فيها عنب وتين وقربة من ماء، فلما لحق بأرض إيليا رفع له شخص بيت المقدس من بعيد ورأى خرابًا عظيمًا فهاله (¬8) ذلك فخطر
¬__________
(¬1) النص منِ كتاب الله قاطع في سير الشمس، ومنه قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)}.
(¬2) ذهب إلى ذلك علي بن أبي طالب وأبو العالية وعكرمة وسعيد بن جبير وناجية بن كعب وقتادة والضحاك والسدي ومقاتل. وانظر: الطبري (4/ 578)، وابن أبي حاتم (2/ 500)، وزاد المسير (1/ 309)، والقرطبي (3/ 289).
(¬3) (السلام) ليست في "ي".
(¬4) ذهب إلى ذلك وهب ومجاهد وعبد الله بن عبيد بن عمير، وقالوا: اسمه إِرْميَا بن حَلْقِيا وكان من سبط هارون بن عمران. وانظر: الطبري (4/ 580)، وابن أبي حاتم (2/ 500)، وزاد المسير (1/ 309)، والقرطبي (3/ 289).
(¬5) ذهب إلى ذلك محمَّد بن إسحاق ووهب بن منبه كما ذكر ذلك النقَّاش، وذكر ذلك القرطبي (3/ 289)، وابن كثير (1/ 464).
(¬6) ذهب إلى ذلك ابن الجوزي في زاد المسير (1/ 309) وعزاه لمجاهد.
(¬7) في الأصل بياض.
(¬8) في الأصل: (لهاله).

الصفحة 433