كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

الشكر، وذلك لا يحقُّ إلا لله (¬1) تعالى؛ لأنَّه هو المنعم على الحقيقة و (الأذى) النكرة والشتم على الصدقة أو الحلف المكروه بالفقير بتعييره {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ} مبتدأ {وَمَغْفِرَةٌ} عطف عليه خبر على التفضيل (¬2) و (الصدقة) ما يتصدق به من الخير والمعروف {وَاللَّهُ غَنِيٌّ} عن الصدقات {حَلِيمٌ} لا يعجل بعقوبة المانِّ بصدقته.
{لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ} إبطال الصدقة إحباط ثوابها، ولا يحبط الخير شيء إلا المنّ لهذه الآية، والكفر لقوله: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} والربا لهذه الآية، ولأنه لا يقع لوجه الله كالذي يحتمل أن يكون تشبيهًا بمشار معروف من المنافقين أو من اليهود والمشركين، ويحتمل أن يكون تشبيهًا لمن يوجد بهذه الصفة و (الرياء) مصدر كالمرأة (الصفوان) الحجر الأملس و (التراب) أجزاء الأرض و (الوابل) المطرُ الشديد (الصلد) الحجر الذي لا غبار له وهو يبرق، ويقال للأرض التي لا تنبت صلدة.
{وَتَثْبِيتًا} تثبتنا والتفصيل يجوز مكان التفعل عند زوال الاشتباه قال الله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (¬3) وقيل: تثبيت النية أو الثواب.
والرَّبوة والرُّبوة والرِّبوة والرباوة وهو ما ارتفع من الأرض عن مسيل الماء (¬4) وهي أبهى بقاع الأرض وأبهجها، وفي حديث الفردوس: "ربوة الجنة"
¬__________
= فجهَّز المسلمين بألف بعير بأقتابها وأحلاسها. وتصدَّق بـ"رومة" - وهي بئر كانت له- على المسلمين فنزلت فيهما هذه الآية. [أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الوصايا، باب رقم (23) (5/ 406)، والترمذي (5/ 625)، وا لنسائي (6/ 236)؛ وأحمد (1/ 59)].
(¬1) في "أ" "ي": (الله).
(¬2) قوله: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ} مبتدأ نكرة، وساغ الابتداء بها لوصفها وللعطف عليها، و "مغفرةٌ" عطف عليها وسوغ الابتداء بها العطف أو الصفة المقدرة إذ التقدير: ومغفرة من السائل أو من الله. و"خير" خبر عنهما، وهناك وجه آخر وهو أن يكون {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ} مبتدأ وخبره محذوف، أي: أمثل أو أولى بكم، و"مغفرة" مبتدأ و"خير" خبرها. [الدر المصون (2/ 584)].
(¬3) سورة المزمل: 8.
(¬4) قاله الخليل وهي مشتقة من ربا يربو إذا ارتفع، وقد أخطأ السدِّي في تفسيره للربوة =

الصفحة 439