كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

بفتح الذال يعني الأرش وهو عبارة عن الواجب أيضًا، وفي فحوى قوله: {اللَّهَ يَعْلَمُهُ} القبول والإنابة، والهاء راجعة إلى الظالمين الآخذين بوعد الشيطان الممسكين عن النفقة.
{إِنْ تُبْدُوا} الصدقة (¬1) تظهروها، ومنه البداء وهو ظهور الشيء في الرأي و (نعم) ضد بئس {تُخْفُوهَا} تسرُّوها (¬2) فيما يستحبّ أبدلوه من الصدقات هي الزكاة المفروضة وما تنفقون في سبيل الله بالتعاون وما يستحبّ إخفاؤه صدقة التطوّع {فَهُوَ خَيْرٌ} لأن ما يخفى لا يخالطه العجب والرياء ويحتمل الوصف من غير تفضيل، وتكفير السيئة مغفرتها وتمحيصها.
{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} نزلت فيمن دفع الصدقة المسنونة والمندوبة إليهم، والسبب في ذلك أن أسماء بنت عُميس (¬3) (¬4) امرأة أبي بكر (¬5) امتنعت عن الإنفاق على أقاربها من المشركين في عمرة القضاء إلى أن تستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬6) فنزلت (¬7)، وقيل: إنَّ (¬8) الأنصار أمسكوا عن
¬__________
(¬1) في "أ": (الصدقات).
(¬2) في الأصل: (نشروها).
(¬3) أسماء بنت عميس بن معبد الخثعمية أم عبد الله، من المهاجرات الأُول. أسلمت وهاجر بها زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة ثم إلى المدينة. واستشهد زوجها يوم مؤتة، فتزوَّج بها أبو بكر الصديق حتى توفي فغسلته. ثم تزوج بها علي بن أبي طالب.
[طبقات ابن سعد (8/ 280)؛ الاستيعاب (4/ 1784)؛ أسد الغابة (7/ 14)؛ تاريخ الإسلام (2/ 273)؛ الإصابة (12/ 116)؛ السير (2/ 282)].
(¬4) في جميع النسخ: (عميش) وهو خطأ.
(¬5) (أبي بكر) ليس في "أ".
(¬6) (صلى الله عليه وسلم) من "ب".
(¬7) هنا خطأ المؤلف، فالذي ورد في أسباب نزول الآية هي (أسماء بنت أبي بكر الصديق) وليست (أسماء بنت عميس) امرأة أبي بكر الصديق، وما ورد عن أسماء بنت أبي بكر ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (83)، وذكره ابن حجر في "العجاب" (1/ 632) عن الثعلبي وصححه ورواه النيسابوري في غرائبه (1/ 69) والسمرقندي في بحر العلوم (1/ 233).
(¬8) (أن) ليست في"أ".

الصفحة 442