كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

و (الإلحاف) الإلحاح لأنَّ السائِل إذا ألحَّ فقد جعل سؤاله لازمًا للمسؤول شاملًا إياه كاللحاف.
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} نزلت في علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كانت له أربعة (¬1) دراهم ليس له غيرها، فسأله سائل بالنهار فأعطاه درهمين، وسأله سائلٌ بالليل فأعطاه درهمين، وخرج من (¬2) ماله فأنزل الله ثناء عليه (¬3)، وقيل: نزلت في علف دواب المجاهدين (¬4).
وقوله: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} الفضل (¬5) في المداينات وإنما نزلت على فضلِ الصدقات لأنه في الأموال، والربا (¬6) في اللغة عبارة عن الزيادة والنماء، وفي الشرع عبارة عن عقد فاسد بصفات معهودة، والأصل فيه حديث أبي سعيد الخدري: "الذهب ... " الخبر (¬7) تلقته الفقهاء بالقبول فدخل في حيِّز التواتر، وعلَّتها بقياس غيرها عليها التقدير مع الجنس؛ لأنَّ التقدير تعلق به الحكم كالجنس لا يقومون يوم القيامة.
{يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ} والخبط باليدين كالذي (¬8) بالركبتين والرمح
¬__________
(¬1) في "ب": (أربع).
(¬2) في "ب" "ي": (من).
(¬3) ورد في أسباب النزول عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من عدة وجوه كلها ضعيف لا يثبت منها شيء.
- ما ذكره مقاتل في تفسيره (1/ 145) وعنه الواحدي وهو عن الكلبي.
- ما ورد عن ابن أبي حاتم في تفسيره (2883) وأورده عبد الرزاق في تفسيره (37) وعنه الواحدي في "أسباب النزول" (86) كلهم من طريق عبد الوهاب بن مجاهد.
(¬4) أخرجه ابن أبي حاتم (2880)، والطبراني في الكبير (17/ 188)، والواحدي في "أسباب النزول" (84) مرفوعًا ولا يصح سنده.
(¬5) في "أ": (أفضل).
(¬6) في "أ" "ي": (الربو).
(¬7) حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أخرجه البخاري (2/ 31)، ومسلم (5/ 42)، ومالك (2/ 632)، والنسائي (2/ 222)، والبيهقي (5/ 278)، وأحمد (3/ 39) ولفظه: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح مثلًا بمثل، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى الآخذ والمعطي سواء".
(¬8) في "أ" "ب" "ي": (كالذين).

الصفحة 444