كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} عارضة وإنما اقتضى الحث على دفع الصدقة وترك الربا (¬1) بالترغيب في ثواب الطاعة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} نزلت في عباس وعثمان وخالد قد أسلفوا وأُمروا بتركه (¬2). والأظهر أنها نزلت في مسعود (¬3) وحبيب (¬4) وعبد ياليل (¬5) وربيعة [أبناء] (¬6) عمرو بن عمير الثقفي (¬7) كانوا يداينون بني
¬__________
(¬1) في "أ" "ي": (الربوا).
(¬2) ورد عن العباس عند الطبري (5/ 49) وفيه العباس ورجل من بني المغيرة، وسماه الواحدي في أسباب النزول (87 - 88) خالد بن الوليد.
أما عن عثمان فذكره ابن الجوزي في زاد المسير (1/ 332).
(¬3) هو مسعود بن عمرو بن عمير أخو حبيب وربيعة وعبد ياليل الذين نزل فيهم قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)} [البقرة: 278]، كان له ولإخوته ربًا عند بني المغيرة بن عبد الله، فلما أسلموا طالبوهم، فقالوا: ما نعطي الربا في الإسلام، فلما اختصموا نزل قوله تبارك وتعالى بترك الربا، وروي عن ابن عباس أن قوله تعالى: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)} [الزخرف: 31]، نزلت في رجل من ثقيف ورجل من قريش، والثقفي هو مسعود بن عمرو.
[الإصابة (6/ 102)].
(¬4) حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف الثقفي. ذكره الحافظ ابن حجر في الصحابة، وذكر سبب نزول هذه الآية التي ذكرها الجرجاني، لكن الحافظ الذهبي في التجريد قال: في صحبته نظر، ونقله عن ابن منده.
[الإصابة (2/ 205)؛ تجريد أسماء الصحابة (1/ 118)].
(¬5) هو عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقفي، كان وجهًا من وجوه ثقيف، وهو الذي أرسلته ثقيف على رأس وفد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إسلامهم وبيعتهم.
[الثقات (3/ 305)؛ الاستيعاب (3/ 1007)؛ الطبقات الكبرى (5/ 506)؛ الإصابة (5/ 252)].
(¬6) في الأصل "بن" والصواب ما أثبتناه.
(¬7) هو ربيعة بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف، اْخو أبي عبيد والد المختار، روى ابن مندة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في ربيعة بن عمرو وأصحابه: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} [البقرة: 279].
[الإصابة (2/ 470)].

الصفحة 446