كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

ذلك إقرارًا منه {وَلَا يَبْخَسْ} ينقص قال: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}.
و (السفيه) الجاهل عند مجاهد (¬1) لم يذكر صغرًا ولا كبرًا، وهو ينصرف إلى الصغير لذكر (¬2) الضعيف بعده، وبه قال السدي (¬3)، والضعيف ضعيف العقل من عتهٍ أو جنونٍ، وقيل: من لا يحسن العبارة {أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ} لا يقدر ولعجمة أو خرس {وَلِيُّهُ} ولي المديون عن الضحاك وابن زيد (¬4).
{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} الأحرار المسلمين كقوله: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ}.
{فَإِنْ لَمْ يَكُونَا} فإن لم يكن الشهيدان {رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} شهودًا {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ} ممن تحمدونهم بالصلاح والعفَّة دون الفسق والمجون، وفسق الديانة من أهل الدين لا يبطل الشهادة كشهادة أهل (¬5) الكتاب بعضهم على بعض بخلاف فسق (¬6) المجنون، والمراد بالضلال النسيان والتذكير والادِّكَار الذكر، وزعم ابن عيينة (¬7) (¬8) أنه ما يضاد
¬__________
(¬1) الطبري (5/ 82)، وابن أبي حاتم (2973).
(¬2) في الأصل: (لذلك).
(¬3) الطبري (5/ 82)، وابن أبي حاتم (2974).
(¬4) أما عن الضحاك فذكره الطبري (5/ 85)، وذكره ابن أبي حاتم (2/ 559). وأما ابن زيد فذكره الطبري (5/ 85).
(¬5) (أهل) ليس في الأصل.
(¬6) في الأصل: (فسوق).
(¬7) هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي، الإمام الكبير، حافظ العصر، شيخ الإسلام، قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، وقال ابن المديني: قال لي يحيى بن سعيد: ما بقي من معلِّمي أحد غير ابن عيينة، قال ابن سعد: أخبرني الحسن بن عمران بن عيينة أن سفيان قال له بجمع - آخر حجة حجها-: قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة أقول في كلِّ سنة: اللهمَّ لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله، فرجع فتوفي في السنة الداخلة، سنة ثمان وتسعين ومائة، وله إحدى وتسعون سنة. وحديثه عند الستة.
[تقريب التهذيب (245)؛ تهذيب التهذيب (4/ 104)؛ سير أعلام النبلاء (8/ 454)؛ تهذيب الأسماء واللغات (1/ 216)؛ طبقات الحفاظ (1/ 119)].
(¬8) الطبري (5/ 89).

الصفحة 450