كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

الحق. {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5]، وقال (¬1): {وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا} [سبأ: 12].
(يتبعون) يتتبعون، و (التأويل) ردّ أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر، وقيل: هو تبيين ما يؤدي إليه فحوى الخطاب على وجه الاستخراج. {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} أي: مآله ومصيره وما يؤدي إليه، وها هنا وقف تام، وفي قراءة أبي: ويقول (¬2): {وَالرَّاسِخُونَ}، وكذلك روى طاوس عن ابن (¬3) عباس، وفي مصحف عبد الله: {إنْ تأويله إلا عند الله}، ثم استأنف (¬4): {وَالرَّاسِخُونَ}.
وقال أبو حاتِم: والراسخون في تقدير: وأما الراسخون، وإلى هذا ذهب في مسألة القدر والصفات علي وعائشة وأم سلمة وغيرهم، وإحدى فوائد نزول (¬5) المتشابه الائتلافات، قيل: هل كان النبي -عليه السلام- (¬6) يعلم تأويل هذا النوع من المتشابه؟ قلنا: يجوز أن يعلم بالتوقيف (¬7) لا مِنْ جهة نفسه، كما علم أشياء مِنَ الغيب.
فإنْ قيل: هل يجب الإيمان بغير المعلوم؟ قلنا: نعم للإعجاز (¬8) الحاصل بالنظم المعلوم ووقوع بائن معناه موافق للمحكم المعلوم، وفي
¬__________
(¬1) (وقال) من "ي" "أ".
(¬2) في الأصل: (يقول) بدون واو.
(¬3) في "ي" "ب": (بن).
(¬4) انظر: معاني القرآن للفراء (1/ 191)؛ ومعاني القرآن للزجاج (1/ 378). ورواية طاوس عن ابن عباس - رضي الله عنهما - رواها الطبري في تفسيره (5/ 218)، وعبد الرزاق في تفسيره (1/ 116)، والحاكم في مستدركه (2/ 289)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 6) إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(¬5) (نزول) ليست في "ب".
(¬6) (السلام) ليست في "ي".
(¬7) في الأصل و"ي": (بالتوقف).
(¬8) في "ب" "أ": (الإعجاز).

الصفحة 464