كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} أي: هو غير متصرف بما يقتضي بغضًا أو ذمًا و {الْمِيعَادَ} وقت الوعد من الله مِنْ عذاب الله وعقابه.
{كَدَأْبِ} الكاف وما بعده خبر مبتدأ تقديره: (وإنّهم كدأب) ويحتمل: أن الذين كفروا كدأب آل فرعون، أي: كفرهم (¬1)، والدأب: الشأن المعتاد.
{سَتُغْلَبُونَ} الغلبة: القهر والاستيلاء والاستعلاء.
{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ} الآية: العلامة والعبرة، و {وَأُخْرَى} (¬2) رفع على سبيل الابتداء (¬3) كأنّك قلت: إحداهما. قال الشاعر:
إذا مِتُّ كانَ الناسُ صنفين شامت ... وآخرُ مُثنٍ بالذي كنت أصنع (¬4)
{مِثْلَيْهِمْ} مثل الشيء ما لا يميّز بينه وبينه على وجه (¬5) المشابهة والمجانسة (¬6) أو على الإحالة (¬7)، فإنْ كان على سبيلِ المجانسة (¬8) فهو
¬__________
(¬1) في هذه الآية وجهان إعرابيان:
الأول: ما ذكره المؤلف وهو أن الكاف في محل رفع خبر لمبتدأ مضمر تقديره: دأبهم في ذلك كدأب آل فرعون، وبه قال الزمخشري وابن عطية.
والوجه الثاني: أن الكاف في محل نصب، وفي الناصب لها تسعة أوجه إعرابية. فذهب الفراء أنها نعت لمصدر محذوف، والعامل فيه: كفروا. والتقدير: إن الذين كفروا كفرًا كدأب آل فرعون.
[الكشاف (1/ 414)؛ المحرر (3/ 26)؛ معاني القرآن (1/ 191)].
(¬2) (أخرى) ليست في "أ".
(¬3) قوله "أخرى" صفة لموصوف محذوف، التقدير: وفئة أخرى كافرة، ومن قرأ بالنصب: {وأخرى كافرةً} فهو عطف على الأولى بالنصب على الاختصاص أو الحال كما قال الزمخشري.
[الكشاف (1/ 415)؛ الدر المصون (3/ 46)].
(¬4) هذا البيت للعجير السلولي وهو في الكتاب (1/ 36)؛ والنوادر ص 156؛ وابن يعيش (1/ 77)؛ والهمع (1/ 67).
(¬5) في الأصل و"ب": (وجهه).
(¬6) في الأصل و"ب": (المجالسة).
(¬7) في الأصل: (الإجابة).
(¬8) في الأصل: (المحاسبة).

الصفحة 466