كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

المعتبر كالقعدة والجِلْسة، و (الاعتبار) باتخاذ المذهب والمعبر للنفس إلى مقصود (¬1) يتوصل إليه بالعقل.
{حُبُّ الشَّهَوَاتِ} على أحد معنيين حبّ المتشهيات أو الحب الشهوي، فأضافه إلى أصله كقولهم (¬2) من بهيمة، و (الشهوة): توقان النفس. {وَالْقَنَاطِيرِ} جمع قنطار، والقنطار مجموع كثير من المال أقله ما قاله السدي مائة (¬3) رطل من ذهب أو فضة (¬4)، وأكثره ما ذكره أبو عبيدة من قول العرب أنه وزن شيء لا يحدونه، وفيما بين القولين أقوال (¬5)، {الْمُقَنْطَرَةِ} مُنفْعَلة كقولهم: (ألف مؤلّفة) و (بدرة مبدرة)، وقيل: معناه المضعّفة، فأقل ما يفيد اللفظ تسعة قناطير. و {الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} منطبعان من الجوهر جعلهما الله تعالى (¬6) ثمنين للأشياء، فالذهب أصفر إلى الحمرة والفضة أبيض. {وَالْخَيْلِ} اسم جنس للفرس (¬7) والبرذون والحصان والروكه وهو معطوف على القناطير دون الذهب والفضة. و {الْمُسَوَّمَةِ} الراعية. عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير والربيع (¬8) يقول: أسمتها
¬__________
(¬1) في "أ": (مقصوده).
(¬2) في "أ": (فإضافة صلة كقوله).
(¬3) في جميع النسخ (أنه)، والتصحيح من مصادر التخريج.
(¬4) رواه الطبري (5/ 260)؛ وابن أبي حاتم (189/حكمت)؛ وعبد بن حميد (2/ 11/در) عن السدي قال: القنطار مائة رطل.
(¬5) اختلف المفسرون في مقدار القنطار، فروي عن معاذ بن جبل قال: القنطار ألف ومئتا أوقيَّة [أخرجه الطبري في تفسيره (5/ 254)؛ وابن أبي حاتم (2/ 606)]. وهكذا أيضًا روي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - وأبي هريرة، وروي مرفوعًا عن أبي بن كعب: "القنطار ألف أوقية ومائتا أوقية" [أخرجه الطبري في تفسيره (5/ 255)].
ولعل هذا القول أقرب الأقوال.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: القنطار ألف ومائتا دينار، ومن الفضة ألف ومائتا مثقال. وهناك أقوال أخرى، والله أعلم.
(¬6) (تعالى) ليست في "ب".
(¬7) (للفرس) ليست في "أ".
(¬8) رواه ابن أبي حاتم (202 - 702/ تحقيق د. حكمت بشير)؛ والطبري (5/ 258 - 260) =

الصفحة 468