كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

الشمالية، ويدخل بعض ساعات النهار في الليل إذا قدر طلوع الشمس بالشتاء في البروج الجنوبية، ويجعل كل النهار ليلًا (وكل الليل نهارًا) (¬1) بتفاوت الحساب بين السنة القمرية والسنة الشمسية، {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} الجماد كالطير من البيض، والنفس من النطفة، والدود من الأنداء، والعاقل من السفيه، والمؤمن الولي من الكافر العدوّ، ويخرج الجماد من الحي كالشعر والنطفة والبيض من الحيوان، والسفيه من العاقل، والكافر العدو من المؤمن الولي.
{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ} نهى عن (¬2) المغابنة فلايكن من دون المؤمنين، أي: مع موالاة المؤمنين إلا أنه يقتضي نوع حقًا (¬3) وامتياز كقوله: {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ} [القصص: 23]، وقوله: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا} [الكهف: 93]، وذلك إشارة إلى اتخاذ الأولياء {فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ} مِن دين الله كقوله: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22]، ويحتمل: ليس من رحمة الله وإثابته، {فِي شَيْءٍ} ثم استثنى (¬4) من أظهر (¬5) موالاتهم خوفأ على نفسه كقوله: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106].
روي أن قريشًا (¬6) كلفوا عمارًا وأصحابه على شتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬7)، ففعل عمار وأصحابه ثم أخبروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬8) فصوّبهم جميعًا.
¬__________
(¬1) ما بين (...) ليست في الأصل وأثبتناها من بقية النسخ.
(¬2) المثبت من "أ"، وفي بقية النسخ: (على).
(¬3) (حقًا) من "ي" "أ".
(¬4) في "ب": (استثناه).
(¬5) في "ب": (ظهر).
(¬6) في "ب": (الصحابة) وهو خطأ.
(¬7) (صلى الله عليه وسلم) من "ب".
(¬8) (صلى الله عليه وسلم) من "ب"، وفي الأصل: (صلى عليه)، وفي "أ": (صلى عليه وسلم) وفي "ي": (صلى الله عليه).

الصفحة 477