كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

أنوش بن شيت النبي -عليه السلام-، ونوح اسم أعجمي سمي نوح لكثرة نياحته وبكائه من خشية الله تعالى، بعثه الله إلى قومه وهو ابن خمسين سنة، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا ولم يؤمن به إلا شرذمة، ولما أتاح الله له النصرة والفرج أوحى الله إليه أن اصنع الفلك على ما سنذكره، ثم إنه لما خرج من السفينة وعاد إلى الدنيا بهجتها نشر الله ذريته في أقطار الأرض من بنين ثلاثة:
سام (¬1) وهو ولي (¬2) عهد أبيه وولده (¬3) إرم وأرفخشد (¬4).
ويافث وهو المبرّك المرضي وولده الترك والخزر والأسبان والصقالب ويأجوج ومأجوج.
وحام وهو الطريد المدعو عليه وولده قرط وكوش وكنعان منهم الهند والسند والسودان.
وأما عمران قيل: هو أبو موسى وهارون، وقيل: هو جد عيسى ويحيى (¬5)، وهذا أصح (¬6).
واصطفاهم بالرسالة لقوله لموسى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي} [الأعراف: 144] وتخصيص الأربعة لأن كل واحد أصل موصل بافتتاح وحي بعد فترة وغاية في الإسناد والانتشار والاعتراف.
والعالم (¬7) الذي اصطفى الله آدم عليهم هم (¬8) الملائكة المأمورون
¬__________
(¬1) (حام ويافث) من "أ"، وهو خطأ
(¬2) في الأصل: (في).
(¬3) في الأصل: (والده)، وهو خطأ.
(¬4) انظر: تاريخ الطبري (1/ 203)، المنتظم (1/ 248).
(¬5) في "ب": (يحيى وعيسى).
(¬6) وهو الذي رجحه ابن كثير في تفسيره (1/ 441) ثم ذكر نسب عمران نقلًا عن ابن
إسحاق حتى أرجع نسبه إلى سليمان بن داود -عليهما السلام-.
(¬7) في "ب": (العالم) بدون الواو.
(¬8) (هم) ليست في "ب".

الصفحة 480