كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

بالسجود، وأمره بأن ينبئهم بأسماء الأشياء {ذُرِّيَّةً} نكرة نصب على البدل (¬1) {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} لمقالة امرأة عمران حنَّة (¬2).
وعمران هو ابن ماثان بن إلياقيم (¬3) من ولد داود (¬4) من أشراف بني إسرائيل وعبَّادهم، وكان صهرًا (¬5) لزكريا النبي -عليه السلام-. إيشاع (¬6) أخت مريم و (المحرر) الذي تجرد للعبادة. ويكون حبيسًا (¬7) لخدمة المسجد [لا يعمل للدنيا فهو المعتق في اللغة، {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} لأن الذكر يمكنه لزوم المسجد] (¬8) عامة أحوالِهِ. {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ} عارض تلفظت به لحاجة في نفسها وليس بمتصل بالدعاء، فمن قاله جعل مريم من أسماء الأعلام، وقيل: هو متصل بالدعاء، ومريم التي لا تريد الرجال، وقيل: لا تطاوع في الشر. وعن أبي هريرة أن النبي -عليه السلام- قال: "ما من مولود إلا ويمسُّه الشيطان حين يولد ولذلك يستهلُّ (¬9) صارخًا إلا مريم وابنها" (¬10). وهذا عموم بمعنى الخصوص لأنَّه روي أنَّ الملائكة (¬11) نزلت يحرسون نبينا -عليه السلام-
¬__________
(¬1) وقيل إن "ذريةً" منصوبة على الحال، والتقدير: اصطفاهم حال كونهم بعضهم من بعض، والعامل فيها "اصطفى".
[الدر المصون (3/ 129)].
(¬2) هي حنة بنت فاقود بن قبيل والدة مريم، انظر: قصص الأنبياء لابن كثير 5008.
(¬3) في الأصل: (يعاقيم) وهو خطأ، وهو ليس والد (ماثان) بل هو أحد أجداده، كما في رواية ابن عساكر التي ذكرها ابن كثير في قصصه 508.
(¬4) ذكر الطبري نسب عمران فقال: هو عمران بن ياشهم بن أمون بن منش ابن حزقيا بن أحزيق بن يوثم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن أحزيهو بن يارم بن يهفاشاط بن أيشا بن أبيا بن رحبعم بن سليمان بن داود بن أيشا.
[الطبري (5/ 331)].
(¬5) في الأصل: (منهم)، وفي "أ" وجد بياض.
(¬6) كتبت في كل النسخ (بايلشفاع)، وهو خطأ والتصحيح من المصادر، انظر: ابن عساكر تاريخ مدينة دمشق (64/ 168)، والمناوي في فيض القدير (1/ 48).
(¬7) في الأصل: (جليسًا).
(¬8) ما بين [...]، من "ي" فقط.
(¬9) في الأصل و "أ": (يهتل)، وهو خطأ.
(¬10) رواه البخاري (4548)؛ ومسلم (2366).
(¬11) في "ب": (لأن الملائكة).

الصفحة 481