كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

حين ولد، وروي أنَّ فاطمة الكبرى (¬1) وضعت عليًا في جوف الكعبة (¬2) ولا سبيل للشيطان إليها (¬3).
{بِقَبُولٍ} ولم يقل بتقبل لأنهما بمعنى، وكذلك لم يقل إنباتًا لأن في النبات معنى الإنبات كقوله: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا} [البقرة: 100]، ولم يقل: معاهدة، وقوله: {مَتَاعًا} [البقرة: 236] في آية المتعة ولم يقل (¬4): تمتعًا، وقوله: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} [البقرة: 282] ولم يقل: بتداين.
(الكفالة) قبول في معنى الضمان، و (المحراب) الصومعة سميت لبعد ارتفاعها وكونها منفردة منقطعة، ومنه سمي القصر محرابًا، وسمي صدر المسجد محرابًا (¬5)، و (الرزق) الذي كان يجيئها فاكهة الشتاء في القيظ وفاكهة القيظ في الشتاء (¬6).
عن ابن (¬7) عباس والضحاك ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد، وعن الحسن أنه كان يأتيها من الجنة، وفي هذا أبين دلالة على جواز كرامة الأولياء من عند الله مِنْ قضائه وحكمته.
¬__________
(¬1) هي أم علي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أول هاشمية ولدت من هاشمي.
(¬2) ذكر الحاكم في مستدركه ذلك قائلًا: (وقد تواترت الأخبار ...) (3/ 550).
(¬3) لم أجد أصلًا لهذا الأثر ولا أظنه يثبت سيما أنه لا يوجد لفاطمة ولد اسمه علي، ولذا ذكر المؤلف هذا الأثر بصيغة التمريض "رُوِيَ".
(¬4) في الأصل و"ي": (وقوله).
(¬5) قال أبو عبيدة: المحراب: هو أشرف المجالس ومقدمها، وهو كذلك من المسجد. وقال أبو عمرو بن العلاء: هو القصر لعلوِّه وشرفه. وقال الأصمعي: هو الغرفة، وأنشد قول امرئ القيس:
وماذا عليه أَنْ ذكرتُ أوانسًا ... كغزلانِ رملٍ في محاريب أقيالِ
وقيل: هو المحراب من المسجد المعهود، وهو الأظهر في الآية.
[مجاز القرآن (1/ 19)؛ ديوان امرئ القيس ص 34؛ الدر المصون (3/ 144)]
(¬6) روي ذلك عن ابن عباس وعكرمة والضحاك ومجاهد وقتادة والربيع. أخرجه ابن أبي حاتم (3445)؛ والطبري (5/ 354)؛ وأخرجه اللالكائي في كرامات الأولياء ص 70 - 77 عن سعيد بن جبير ومجاهد وجابر بن يزيد والنخعي وقتادة والربيع وعطية والسدي والثوري.
(¬7) في "أ": (بن).

الصفحة 482