كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

التراب المؤلف بتأليف دون الحجر، {كَهَيْئَةِ} أي: مثل هيئة، والهيئة كيفية البنية، يقال: هاء ويهاء وهيئة (¬1)، و (النفخ) تعجل النفس وغيره، والهاء عائدة إلى المثال أو الطين. (الإبراء) إزاحة (¬2) الضرر من مرض أو دين، و {الْأَكْمَهَ} الذي ولد أعمى، {وَالْأَبْرَصَ} الذي به برص وهو داء تبيضُّ منه البشرة، وأما بياض يد موسى نفى الله عنها الداء (¬3) حيث قال: {بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} [طه: 22] و (الادخار) افتعال من الدخر، فالدخيرة ما تعد لنا في الحال من متاع ونحوه، وكانوا يدَّعون معرفة الله تعالى فقال: إن كنتم تعرفون الله ففي هذا آية لكم لأن من صفة المعروف جل ذكره أن لا يفعل الإعجاز دعوة إلا لنبي مختار مخير.
{وَمُصَدِّقًا} معطوف على قوله: {بِآيَةٍ} أو مقترنًا أو معجزًا بآية من ربكم، وهو حال للمجيء، و (أحل لكم) معطوف على مصدقًا، أي: لأصدق ولأحل وهو لحوم الإبل والثروب وبعض الطيور والحيتان. عن سعيد بن جبير وقتادة ووهب (¬4)، وهذا يدلّ أنّ الله أحل لهم طيبات حرم الله على اليهود، ولم يحل لهم الظلم والعدوان والكفر، والأب في كلام عيسى -عليه السلام- (¬5) هو الفاعل لأنّ الرجال تكنى بأفعالهم؛ كني النبي -عليه السلام- (¬6) أبا القاسم لقسمه بين الناس رزق الله تعالى، وكني علي أبا تراب لاضطجاعه على التراب مرة (¬7)،
¬__________
= بإذن الله كما يدلُّ عليه ظاهر الآية. فأصل التكوين هو من عند الله ولكن الله أسند فعله إلى نبينا عيسى -عليه السلام- لتظهر المعجزة على يديه.
(¬1) (هاء ويهاء وهيئة) ليست في "ب".
(¬2) في "ب" بدل (إزاحة): (إزالة).
(¬3) (عنها الداء) من "أ".
(¬4) أخرجه عنهم الطبري في تفسيره (5/ 341) بسند حسن، وابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 657). والثروب جمع ثَرْب وتجمع قلة على أثْرُب، وجمع الجمع على أثارب، ومعناه: الشحم الرقيق الذي يغشِّي الكرش والأمعاء. [لسان العرب (1/ 234) "ثرب"].
[المحكم (10/ 142)؛ النهاية (1/ 208)].
(¬5) (السلام) ليست في "ي".
(¬6) (السلام) ليست في "ي".
(¬7) قصته عند البخاري (6204، 3703).

الصفحة 488