كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

ويسألوا الله تبقيته فيما بينهم، فتطهروا وتشمروا للصلاة والدعاء، وخرج عيسى -عليه السلام- ثم التفت إليهم فوجدهم سامدين نائمين، فأعاد الماء إليهم وأمرهم أن يتطهروا وقال: سبحان (¬1) الله أما عهدت إليكم منشورًا منه (¬2)، وتطهروا وقصدوا للصلاة والدعاء فخروا نائمين، فعند ذلك أيقن عيسى -عليه السلام- (¬3) بأنه لا محالة مرفوع، وقال: مَنْ الذي يفديني بنفسه ويكون معي في الجنة؟ فاختار ذلك شمعون، فألقى الله تعالى مثاله -عليه السلام- (3) ورفع عيسى -عليه السلام- (¬4) (¬5).
وروي أن مريم جاءت بالليل تحت الصليب مع طائفة من الحواريين يبكون وينوحون (¬6) فأظهر الله تعالى لهم عيسى حيًا غير مصلوب حتى كلمهم وبشرهم بسلامة نفسه وبأنّه راجع إلى الدنيا، ووجه أولئك الحواريين إلى البلاد وأوصى إلى كل واحد وصيته (¬7).
{فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} [اليهود والنصارى، أما اليهود] (¬8) فلدعوتهم صلب عيسى -عليه السلام- (¬9) وغير ذلك، [وأما النصارى فلتسليمهم دعوى اليهود وبغير ذلك.
{ذَلِكَ} إشارة] (¬10) إلى ما سبق و {نَتْلُوهُ} خبر له والباقي خبر ثانٍ،
¬__________
(¬1) في الأصل: (سبحانك).
(¬2) العبارة في الأصل مضطربة، والمثبت من "ي" "أ"، وفي "ب" سقطت (إليكم).
(¬3) (السلام) ليست في "ي".
(¬4) أخرج هذه الرواية الطبري في تفسيره (7/ 653) عن وهب بن منبه مطولة بأكثر مما ذكره المؤلف، وأخرجها أيضًا في تاريخه (1/ 601)، وذكرها ابن كثير في تفسيره (2/ 401) وقال: سياق غريب جدًا.
(¬5) (السلام ورفع عيسى -عليه السلام-) ليست في "ب".
(¬6) في الأصل: (وينوخون).
(¬7) انظر أخبار عيسى - صلى الله عليه وسلم - ورفعه في كتاب "قصص الأنبياء" للحافظ ابن كثير ص 560 - 567.
(¬8) ما بين [...]، ليست في "أ".
(¬9) (-عليه السلام-) من "ب".
(¬10) ما بين [...]، ليس في "ب".

الصفحة 493