كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

أو {ذَلِكَ} (¬1) معنى الذي، و {نَتْلُوهُ} (¬2) صلة له والخبر قوله {مِنَ الْآيَاتِ}، {الْآيَاتِ} (¬3) آيات الله {وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} الذي يفيد الحكمة، قيل: إنّ (¬4) وقد نجران قالوا لرسول الله -عليه السلام- (¬5): إنك سبيت صاحبنا سميته عبدًا، فقال -عليه السلام- (5): "ليست العبودية بعار على أخي"، قالوا: أرنا عبدًا مثله وجد بغير أب، فضرب الله تعالى هذا المثل (¬6).
وقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى} الآية، شبهه بآدم في الوجود من غير أب فقط كما شبه الهلال بالعرجون والكفار بالأنعام، و {آدَمَ} معرفة (¬7)، {خَلَقَهُ} كلام مستأنف ليس بصفة ولا حال، فيكون تقديره فصار تكون
¬__________
(¬1) في الأصل و"ي": (وذلك).
(¬2) قوله: "ذلك نتلوه" لها عدة أوجه إعرابية:
الوجه الأول: أن يكون "ذلك" مبتدأ و"نتلوه" خبر. و"من الآيات" حال أو خبر بعد خبر.
الوجه الثاني: أن يكون "ذلك" منصوبًا بفعل مقدر يفسره ما بعده فتكون المسألة من باب الاشتغال، و"من الآيات" حال أو خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو من الآيات.
الوجه الثالث: أن يكون "ذلك" خبرأ لمبتدأ محذوف، التقدير: الأمر ذلك و"نتلوه" حال من اسم الإشارة.
الوجه الرابع: أن يكون "ذلك" موصولًا بمعنى الذي و"نتلوه" صلة وعائد، وهو مبتدأ خبره الجار بعده، التقدير: الذي نتلوه عليك كائن من الآيات، أي: المعجزات الدالة على نبوتك، وجوَّز ذلك الزجاج والزمخشري، وهو مذهب الكوفيين، وأما البصريون فلا يجيزون ذلك.
[معاني القرآن للزجاج (1/ 427)؛ الكشاف (1/ 433)؛ الدر المصون (3/ 216)].
(¬3) (الآيات) ليست في "ب".
(¬4) (إن) ليست في "ب".
(¬5) (السلام) ليست في "ي".
(¬6) رواه الطبري في التفسير (5/ 460) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وكذا رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (3606).
(¬7) وهو اسم أعجمي غير مشتق على وزن فاعل، ومنع من الصرف هنا للعلمية والعجمى. وهذا أرجح الأقوال، وذهب ابن سيده إلى أنه مشتق وأنه سمي بذلك لأنه خلق من أدمة الأرض، وقال بعضهم: لأُدْمَةٍ جعلها الله فيه، وهو معرفة كما قال المؤلف.
[المحكم (9/ 390)].

الصفحة 494