كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

عينه جل في العالم، ولم يعلموا أن الله سبحانه وتعالى متعال تقدس (¬1) عن الازدواج والانفصال والتغير والانتقال تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
{سَوَاءٍ} عدل (¬2) وكذا سوًى وسوى. وقيل: سواء مصدر أقيم مقام الصفة ومعناه كلمة مستوية (¬3)، {أَلَّا نَعْبُدَ} (¬4) تفسير الكلمة ويدل عليها {اشْهَدُوا} يقتضي التمحيص في مخالفة الخصم، تقول لخصمك: اشهد عليّ بما أقول وحدث به عني (¬5) من شئت. و (محاجتهم في أمر إبراهيم -عليه السلام- (¬6) قد سبق في سورة "البقرة"؛ وإنما دلَّ نزول الكتابين بعده على أنه لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا لأنه لم يكن فيهما (¬7) ذلك، ولو كان على أحدهما لذكر كما ذكر في القرآن أنه كان مسلمًا ووصفه فيهما (¬8) بالطاعة والانقياد ولا محالة وهو الإِسلام، وكانوا يزعمون أن اليهودي الذي لزم السبت والنصراني الذي لزم الصليب ولم يكن هذان (¬9) في عصر إبراهيم -عليه السلام- (6). وقوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} على معنى اللوم والتسفيه.
{هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ} والمراد بمحاجتهم فيما لهم به علم زعمهم ذلك بعد التبديل والتحريف على قراءة قنبل، ومحاجتهم المشركين قبل أن
¬__________
(¬1) في الأصل: (تقدير).
(¬2) وهي قراءة عبد الله بن مسعود حيث قرأ {إلي كلمة عدل} وهي قراءة شاذة وربما هي تفسير لا قراءة.
[البحر المحيط (2/ 483)؛ الشواذ ص 21؛ الدر المصون (3/ 232)].
(¬3) الأشهر استعمال "سواء" بمعنى اسم الفاعل، أي: مستوٍ. وبذلك فسَّرها ابن عباس فقال: إلى كلمة مستوية.
[الطبري (5/ 477)؛ البحر المحيط (2/ 483)؛ الدر المصون (3/ 233)].
(¬4) في "ب": (أن لا نعبد).
(¬5) (عني) ليست في "ب".
(¬6) (السلام) ليست في "ي".
(¬7) في الأصل: (فيهم).
(¬8) في الأصل: (فيها).
(¬9) في الأصل و"ب": (هذا).

الصفحة 497