كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} قيل: إن اليهود أرادوا تشكيك المؤمنين بهذه (¬1) الحيلة ليشتبه (¬2) الأمر على المؤمنين فيرتدوا بارتدادهم ويشكوا بتشكيكهم، وقيل: أرادوا التقية ورد المؤمنين عن أنفسهم بإظهار الإيمان بما لا (¬3) يوافق شرائعهم كاستقبال القبلة الأولى ونحوه، {وَجْهَ النَّهَارِ} أوله، وإنما خصوا آخر النهار بالكفر لأن النبي -عليه السلام- (¬4) تحول إلى الكعبة في الظهر أو العصر فخص بخاص ويتخذ خاصته.
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ} نازلة عند قتادة والسدي (¬5) وغيرهما في تنويع أهل الكتاب وذم قوم منهم لا يوفون بعهودهم مع العرب قاطبة، وكذلك سائر الأمم من غير أهل الكتاب ويرون الخيانة حلالًا ويحتجون بأنه {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} أي: لا حكم ولا حجة علينا في كتابنا في أخذ أموال الأميين، {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} في إباحة نقض العهود وتحليل الغدر والخيانة {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أن الله أمر بالوفاء والأمانة على الإطلاق ولم ينزل في تركهما إباحة إذ هو باقٍ على أصل الحظر ومظنة (¬6) العقل، ولذلك لا يجوز في الإِسلام لمن دخل دار الحرب بأمان أن يسرق أو يخون، وعن مجاهد والحسن (¬7) أنّها في قوم من اليهود عاملوا المشركين، (لمقت الله) (¬8) اليهود حقوقهم وقالوا: إنكم بدّلتم دينكم و {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ (¬9) سَبِيلٌ} في منع حق من بدل دينه (¬10). و (الدينار) اسم
¬__________
(¬1) في الأصل: (بتلك).
(¬2) في "ب": (وليشتبه).
(¬3) (لا) ليست في "ب" "ي".
(¬4) (السلام) ليست في "ي".
(¬5) أخرجه عنهما الطبري في تفسيره (5/ 509)؛ وابن أبي حاتم (3709).
(¬6) في "ب": (قضية).
(¬7) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (3705)، ونقله السيوطي في الدر المنثور عنه (3/ 629).
(¬8) هذه العبارة لم أفهم معناها.
(¬9) في "ب" "ي" بدل الأميين (في كتابنا)، وفي "أ" (فراغ).
(¬10) هذا الأثر لم أجده عن الحسن ومجاهد ولم أجده بهذا اللفظ، وأقرب شيء وجدته ما =

الصفحة 499