كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

المضروب من الذهب للمعاملة (¬1) و (الدوام) امتداد الحال، وفي صفات الله صفة بنفي حدوث الحال.
وفي قوله: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ} تأليف استمالة لقلوب المؤمنين بالعهد بل إضراب عن الكلام الأول، و {مَنْ أَوْفَى} مبتدأ وهو شرط (¬2)، {وَاتَّقَى} زيادة في الشرط، جوابه {فَإِنَّ اللَّهَ} وإنما (¬3) لم يقل: فإن الله يحبه لنظم الآي ولم يقل: يحب الموفين بالعهود والمتقين؛ لأن الوفاء بعض التقى فهو داخل فيه.
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ} نزلت في كنانة بن أبي الحقيق وأبي (¬4) رافع وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب عن عكرمة (¬5)، وفي الذين قالوا: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} وكتبوا بأيديهم وزعموا أنه (¬6) من التوراة عن الحسن (¬7). وقيل: نزلت في الأشعث بن قيس وخصمه حين
¬__________
= أخرجه الطبري (6/ 523) عن سنيد من طريق ابن جريج، قال: تبايع اليهود ورجال في الجاهلية فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم، فقالوا: ليس لكم علينا أمانة ولا قضاء لكم عندنا لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه، وادعوا أنهم وجدوا ذلك في كتابهم، قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عِمرَان: 75] يعني اليهود. وهو عند مقاتل بن سليمان في تفسيره (1/ 179) قريبًا منه.
(¬1) أصل "الدينار" دِنَّار - بنونين- فاستثقل توالي مثلين فأبدلوا أولهما حرف علة تخفيفًا لكثرة دوره في لسانهم، ويدلُّ على ذلك رده إلى النونين تكسيرًا وتصغيرًا في قولهم: دنانير ودنينير، ومثله قيراط. والدينار مُعَرَّب وهو أربعة وعشرون قيراطًا، كل قيراط ثلاث شعيرات معتدلة، فالمجموع اثنان وسبعون شعيرة.
[المعرَّب للجواليقي ص 187؛ الكشف (1/ 349)؛ الدر المصون (3/ 261)].
(¬2) هذا ما اختاره الزجاج وغيره أن جملة "من أوفى ... " مستأنفة. و"من" شرطية ويجوز أن تكون "من" موصولة كما قال السمين الحلبي.
[معاني القرآن للزجاج (1/ 434)؛ الدر المصون (3/ 269)].
(¬3) في "ب": (إنما) بدون الواو.
(¬4) في "ب": (وابن) وهو خطأ.
(¬5) أخرجه الطبري (5/ 516) عن عكرمة، وذكره الواحدي في أسباب النزول ص 82.
(¬6) في "ب": (أنها).
(¬7) عن الحسن لم أجده.

الصفحة 500