كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في بئر (¬1)؛ عن ابن جريج (¬2)، وفيمن نفق سلعة بيمين فاجرة (¬3)، عن الشعبي (¬4). وروى الكلبي: أنها نزلت في امرئ القيس بن عابس (¬5) الكندي وعبدان، وقيل: عيدان (¬6) بالياء ابن أشوع الحضرمي اختصما في أرض كانت في يدي امرئ القيس ولا بينة لعيدان. وقد همّ امرؤ القيس أن يحلف فأنزل الله الآية، فنكل وأقر فأنزل الله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} [النحل: 97] وقيل: أخصم (¬7) امرؤ القيس ربيعة بن عبدان (¬8)، {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} أي: يناجيهم مناجاة أوليائه ولا
¬__________
(¬1) من قال أنها نزلت في الأشعث بن قيس وخصمه استدلَّ بحديث ابن مسعود مرفوعًا: قال سول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمينٍ هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقيَ الله وهو عليه غضبان" فقال الأشعث بن قيس: فيَّ والله كان ذلك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرضٌ، فجحدني، فقدَّمْتُهُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قلتُ: لا. فقال لليهودي: "احْلِفْ" قلت: يا رسول الله إذنْ يحلف فيذهب مالي، فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] الآية. [أخرجه البخاري (2416)؛ ومسلم (138)؛ وأحمد (6/ 81)؛ وأبو داود (3243) وغيرهم].
(¬2) رواية ابن جريج عند الطبري (6/ 531) وأصلها في البخاري (5/ 33) الفتح، ومسلم (1/ 122 - 123)، وأحمد (1/ 3791).
(¬3) يشير بذلك إلى حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - كان يقول: من حلف على يمين فاجرة يقتطع بها مال أخيه، فليتبوَّأ مقعده من النار، فقال له قائل: شيء سمعتَه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال لهم: "إنكم لتجدون ذلك، ثم قرأ هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ...} [آل عمران: 77] الآية.
[أخرجه الطبري في تفسيره (5/ 520)؛ والإمام أحمد في مسنده (4/ 436)؛ وأبو داود (3242) وغيرهم].
(¬4) لم أجده عن الشعبي.
(¬5) في جميع النسخ (عياش)، وهو خطأ.
(¬6) الصحيح (عيدان).
(¬7) في جميع النسخ (خصم)، والمثبت من "ب".
(¬8) وسبب النزول هذا -أعني من قال أنها نزلت في امرئ القيس والحضرمي- أخرجه الإمام أحمد بن حنبل (17718)؛ والنسائي في الكبرى (5996)؛ والطبراني في الكبير (17/ 108)؛ والبيهقي (10/ 254) عن عدي بن عميرة.

الصفحة 501