كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

{أُمَّةٌ} مبتدأ {قَائِمَةٌ} مستقيمة عادلة (¬1) عن الحسن وابن جريج، وقيل: {قَائِمَةٌ} في الصلاة، {آنَاءَ اللَّيْلِ} ساعاته.
{وَيُسَارِعُونَ} يسابقون ويبادرون إلى القرب والطاعات، وضد السرعة: البطء، وضد العجلة: الأناة.
{فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} لن (¬2) يجحدوا خيرهم كقوله: {فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} [الأنبياء: 94] بالكفر يعدى بغير يا، قال الله تعالى: {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر: 14] (¬3) المعنى أن من كسب خيرًا لم يحرم جزاءه ولم يظلم بإخلاف الوعد.
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} خصهم لأن التقدير من عذاب الله وبأسه وعذابه على الإطلاق عليهم دون غيرهم، أو لأن أولاد المؤمنين وأموالهم بنفقاتهم من حيث الكفار والدعاء والشفاعة.
{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ} نزلت في أبي سفيان يوم بدر على عداوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬4)، وقال مقاتل: نزلت في نفقة اليهود على رؤسائهم (¬5)، وهي (¬6) عامة فيهما وفي كل معصية، {صِرٌّ} برد. نهى -عليه السلام- عن أكل ما قتله الصر من الجراد (¬7)، والصر ما يضاعف فيه البرد، وقيل: الصر: النار
¬__________
(¬1) روي ذلك عن مجاهد: رواه ابن أبي حاتم (1223/ حكمت)؛ وابن جرير (5/ 693)؛ وعبد بن حميد (2/ 65/ در)؛ تفسير مجاهد ص 258. أما عن الحسن وابن جريج فلم أجده.
(¬2) في الأصل و"ي": (أن).
(¬3) في "ب" والأصل: (جزاء لمن كفر).
(¬4) (- صلى الله عليه وسلم -) من "ب".
(¬5) لم أجد سببي النزول هذين فيما بين يدي من مصادر التفسير.
(¬6) في الأصل: (وبني)، وهو خطأ.
(¬7) الحديث بهذا اللفظ لم أجد له أصلًا في كتب الحديث التي بين يدي، وهو- فيما يظهر- مخالف لحديث جواز أكل الميتة من الجراد، وهو الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده (2/ 97)؛ وعبد بن حميد في المنتخب (2/ 89)؛ وابن ماجه (3314)؛ والحاكم (1/ 254) عن ابن عمر مرفوعًا: "أحلَّت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال". والحديث صحَّحه الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (3/ 111/ 1118).

الصفحة 518