كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

عنتكم و {الْبَغْضَاءُ} حالة شدة (¬1) الغضب. قال الفراء (¬2): هو مصدر، (أفواه): جمع فوه كأمواه (¬3) وموه، ولم يستعملوه إلا مضافًا لعدم استقلاله، وفوهة الشعب فمه. والفوهة: الكلمة، وما بدا (¬4) بأفواههم: اللي بألسنتهم، والتبغيض: تعريضًا وتصريحًا، {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ} اشتهاء القتل والسبي.
{أُولَاءِ} وقعت الإشارة إلى اسم يكنى تقدمت هاء التنبيه على الاسم المكنى، تقول: ها أنا ذا، وها هو ذا، وإنما عادت هاء التنبيه بعد الاسم المكنى ها أنا ذا وها هو هذا، أو هأنت هذا، والمراد بمحبة المؤمنين للكفار: عطف الرحم والشفقة الطبيعية دون اعتقاد المحبة كقوله (¬5): {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56]. و (العض) من الإنسان كالكدم من البعير، و (الأنامل) جمع أنملة وهي طرف الإِصبع (¬6) في المحسوس وما يقع به ابتداء القبض في المعقول، وإنما فعلوا لما ذاقوا من الغيظ، وكذلك يفعل الإنسان إذا ضاق من تأسف، {الْغَيْظِ} الحزن الذي يسجى، قال الله (¬7) تعالى: {سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12]، {مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} تقريع من جهة النبي -عليه السلام- كقولك: اخسأ، مقابلة كقولهم السام عليكم أو الموت مع (¬8) الغيظ حقيقة حكمًا من الله أن لا يموتوا إلا مع الغيظ وإن طال عمرهم.
¬__________
= فإنه يختار إحدى ثلاث: إما أن يقتص، وإما أن يعفو، وإما أن يأخذ الدية، ... " الحديث رواه أبو داود (4/ 636)؛ وابن ماجه (2623)؛ وأحمد في المسند (16375)؛ وغيرهم من حديث أبي شريح الخزاعي - ومعنى الخبل: فساد الأعضاء.
(¬1) في "ب": (الشدة).
(¬2) معاني القرآن (1/ 231).
(¬3) في الأصل: (كاسواه).
(¬4) في "ب": (وبدا).
(¬5) في الأصل: (كقولك)، وهو خطأ.
(¬6) في "ب": الأصابيع.
(¬7) (الله) ليست في الأصل.
(¬8) (مع) ليست في الأصل.

الصفحة 520