كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

{تَسُؤْهُمْ} تحزنهم، {وَإِنْ تَصْبِرُوا} عن مخالطتهم، والكيد: إلطاف الحيلة في مكروه، فكيد الله: إلطاف حيلة أوليائه في مكروه من يخالفهم.
{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} من أول السورة إلى هذه الآية كفصل واحد، وهذه الآية مبتدأ (¬1) فصل آخر (¬2) واتصالها بالفصل الأول من حيث ذكر المتن، والأحوال الموجودة فيما بين المؤمنين والكفار، قال ابن عباس وعلي وعائشة وقتادة والسدي والربيع: نزلت في حرب بدر سنة ثلاث (¬3)، وقال الحسن ومجاهد ومقاتل: في حرب الأحزاب وهي الخندق سنة أربع (¬4)، {وَإِذْ} ظرف العامل فيه (¬5) قوله: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} لأنه بدل على زمان، ويحتمل مضمرًا وهو: كفيناكم ونصرناكم (¬6)، (الغدو): البروز في وجه النهار والرواح بالمساء، قال مقاتل: غدا -عليه السلام- على راحلته، وقال مجاهد: على رجليه (¬7)، (تبوئة المكان): تهيئته، و (اتخاذه مقاعد): مجالس.
¬__________
(¬1) في "ب" "ي": (مبتداة).
(¬2) في الأصل و"ي": (آخره).
(¬3) رواه الطبري (6/ 6 - 7)؛ وابن أبي حاتم (1313/ حكمت) عن ابن عباس قال: يوم أحد. وروي ذلك عن قتادة والربيع والسدي وابن إسحاق، وذكر الطبري وغيره سبب نزول آخر وهو أنها نزلت يوم الأحزاب. وأما ما ذكره المؤلف الجرجاني فلعله وهم منه، فلم أجد من ذكر أنها نزلت يوم بدر مع أن قتاله عليه الصلاة والسلام يوم بدر كان في رمضان في السنة الثانية من الهجرة، كما رواه البيهقي في الدلائل (3/ 393) وهو مما يؤكد وهم المؤلف.
(¬4) رواه الطبري (6/ 8)؛ وابن أبي حاتم (1317) عن الحسن قال: يوم الأحزاب، ورواه عن مجاهد أيضًا (4/ 72). وقد رجح الطبري القول الأول.
(¬5) في الأصل و"أ": (قيد)، وهو خطأ.
(¬6) الأنسب أن يكون العامل المضمر في "إذْ" هو اذكر، أي: اذكر إذْ غدوت فينتصب انتصاب المفعول به لا على الظرف، وهذا ما اختاره السمين الحلبي في تفسيره.
[الدر المصون (3/ 378)].
(¬7) رواه الطبري (4/ 69)؛ وابن أبي حاتم (1311/ حكمت)؛ وابن المنذر (863)؛ وعبد بن حميد (2/ 67 / در).

الصفحة 521