كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

{طَائِفَتَانِ}: بنو سلمة وبنو حارثة أشار عليهم عبد الله بن أبي بن سلول (¬1) بالانصراف إلى المدينة والمقام بها (¬2)، و (إذ) بدل عن (إذ) الأولى (¬3) لاتخاذ وقتهما كقوله: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} [التوبة: 40].
{هَمَّتْ} كادت على سبيل الاستعارة (¬4) كقوله له: {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف: 77]، و (الفشل): الجبن، وروي عن بعضهم قال: ما يسرنا أنا لم نهم لأن الله أعقب قوله: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} وفيه أعظم رجاء، وفي جزء عبد الله: و {الله وليهم} (¬5) كما في قوله: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات: 9]، وقوله: {خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا} [الحج: 19]، بدر اسم رجل غفاري من بطن يقال لهم (¬6) بنو النار سميت بدر (¬7) باسمه (¬8)، وكانت غزوة بدر
¬__________
(¬1) في "ب" "ي": (أبي بن سلول)، وهو خطأ.
(¬2) روي ذلك عن جابر قال: هم بنو حارثة وبنو سلمة، رواه ابن أبي حاتم (1320 - 1326/ حكمت)؛ وابن جرير (4/ 70 - 73) عن ابن عباس ومجاهد والشعبي والربيع وقتادة وسعيد بن أبي هلال.
(¬3) أي "إذ همت" بدل من "إذ غدوت" فيكون العامل فيه نفس العامل في المبدل منه. ويجوز أن تكون "إذ همت" ظرفًا لي "غدوت"، وجوَّزَ أبو البقاء العكبري أن يكون الناصب لي "إذ همت" و"عليم". وقيل: العامل فيه: إما "سميع" وإما "عليم" على سبيل التنازع، وهو اختيار الزمخشري.
[البحر (3/ 46)؛ الإملاء (1/ 148)؛ الكشاف (1/ 460)؛ الدر المصون (3/ 381)].
(¬4) الأصل أن الهَمَّ هو: العزم، وقيل: هو دونه، وقرينة السياق تحدد ذلك. وأنَّ أول ما يمرُّ بقلب الإنسان يسمَّى خاطرًا، فإذا قويَ سميَ حديث نفس، فهذا قويَ سميَ همًّا، فإذا قويَ سميَ عزمًا، ثمَّ بعده إمَّا قول أو فعل. وبعضهم يعبِّر عن الهمِّ بالإرادة وهو ما ذهب إليه المؤلِّف.
(¬5) قراءة ابن مسعود ذكرها الطبري محمَّد بن جرير في التفسير (6/ 16)؛ والفراء في معاني القرآن (1/ 233).
(¬6) في الأصل: (لم).
(¬7) في النسخ كلمة تختلف عن (بدر) ولكنها قريبة منها.
(¬8) هذا ما نقله الطبري في تفسيره عن الواقدي قال -أي الواقدي-: ذكرت ذلك ليحيى بن النعمان الغفاري، فقال: سمعت شيوخنا من بني غفار يقولون: ماؤنا ومنزلنا وما ملكه أحد قط يقال له: بدر. وما هو من بلاد جهينة، إنما هي بلاد غفار. قال الواقدي: =

الصفحة 522