كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

في شهر رمضان سنة اثنين وكان لواء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) يومئذٍ (¬2) أبيض معٍ مصعب بن عمير وراية سوداء مع علي (¬3)، وكانت قريش (أخرجت عباسًا وعقيلًا مكرهين مع أنفسهم وكان عباس من مطمعي) (¬4) قريش يومئذٍ، فلما التقت الفئتان أهب الله ريح النصر لأوليائه وشاهت وجوه الكفار وكان كما قال الله: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ} [الأنفال: 17] الآية، قتل حمزة: شيبة بن ربيعة (¬5) والأسود بن عبد الأسود المخزومي، وقتل علي: العاص بن سعيد والوليد بن عقبة وعامر بن عبد الله ونوفل بن خويلد وعبد الله بن حميد، وقتل عمر: خالد بن العاص بن هشام، وقتل الزبير: عبيدة بن سعيد بن العاص، وقتل عبيدة بن الحارث: عتبة بن ربيعة، وضرب عمرو بن الجموح رجل أبي جهل ووقف عليه ابن مسعود وارتقى ظهره واحتزَّ رأسه، وقتل عمار: عليّ بن أمية بن خلف (¬6).
عن سعيد بن جبير: أن النبي -عليه السلام- قتل يومئذِ ثلاثة صبرًا: عقبة ابن أبي معيط، والنضر بن الحارث بن كلدة، وطعيمة بن عدي، وأسر العباس وعقيل ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فالتجأ عباس إلى مثل قولهما (¬7): {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} [النمل: 42]، فقال النبي -عليه السلام- (¬8): "الله أعلم بإسلامك فإن كان حقًا فهو يجزيك وأما ظاهر أمرك فكان علينا" وأمره أن يفدي نفسه وابني أخيه، فقال: ما لي شيء ولا تترك
¬__________
= هذا المعروف عندنا. وذهب الشعبي إلى أنه سمي بذلك لأنه كان ماءً لرجل من جهينة
يقال له: بدر.
[الطبري (6/ 17)؛ طبقات ابن سعد (2/ 27)؛ فتح الباري (2/ 27)].
(¬1) (وسلم) من "ب" "أ".
(¬2) (يومئذ) ليست في "ب".
(¬3) في "ب": (قريش)، وهو خطأ.
(¬4) ما بين (...) سقطت من "ب".
(¬5) سيرة ابن هشام (2/ 214 - 215).
(¬6) سيرة ابن هشام (2/ 226).
(¬7) في الأصل: (قولهما).
(¬8) (السلام) ليست في "ي".

الصفحة 523