كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

عمك يسأل الناس في كفه، قال -عليه السلام-: "أين المال الذي وضعته عند أم الفضل بمكة وأوصيت منه لعبد الله كذا وللفضل كذا"! "، فقال: والذي بعثك بالحق ما علم به أحد غيري وغيرها وإني لأعلم أنك رسول الله، فأسلم (¬1) وأدى فداء نفسه ماية أوقية وفدى كل واحد من ابني أخيه بأربعين أوقية، وأمر عقيلًا فأسلم ولم يسلم نوفل إلى أيام الخندق، وفائدة فداء عباس كون إسلامهم على سبيل الاختيار دون الاضطرار وقطع ألسنة الطاعنين المنافقين.
{أَذِلَّةٌ} جمع ذليل وهو قليل الشوكة والمنعة بالسلاح والعدد (¬2)، ودفع (¬3) الحاجة إمداد الجيش لزيادة فيهم بالعدد والعدة (¬4).
والقصة فيه أن فريقًا من المؤمنين كرهوا الخروج على ما سنذكره في "الأنفال" فقال -عليه السلام-: "هذا بوحي من عند الله" فأجابوه بالسمع والطاعة.
{بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ} قال ابن عباس: إن الملائكة لم تقاتل إلا يوم بدر (¬5)، قيل: هي عدة ليوم أحد على شريطة الصبر فلم يصبروا ولم يكن هذا الإمداد، وقيل: لما وعد النبي -عليه السلام- بثلاثة آلاف بإذن الله
¬__________
(¬1) (فأسلم) ليست في "ب".
(¬2) الأظهر أنهم أذلة بسبب قلة العدد لأنهم كانوا ثلاثمائة نفس وبضعة عشر، وعدوهم ما بين التسعمائة إلى الألف، وهذا الذي رجحه الطبري في تفسيره ونقله عن قتادة والحسن والربيع.
[الطبري (6/ 18)].
(¬3) في الأ صل: (وودفع).
(¬4) في "أ": (العدد).
(¬5) رواه الطبري في التاريخ (2/ 36)؛ وفي التفسير (6/ 25)؛ وابن إسحاق (3/ 182)؛ والطبراني في الأوسط (9125)؛ وذكره ابن كثير (1/ 403)؛ والقرطبي (4/ 194) عن ابن عباس.

الصفحة 524