كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} إنما ذكر الرسول ليعلم أن أوامره شريعة واجبة وإن لم ينطق بها الكتاب لتقرير الله ذلك بتبقيته إعجازه، وقد تواترت الأخبار أنه -عليه السلام- (¬1) قال: "أوتيت الكتاب ومثله مرتين" (¬2).
وذكر أولي الأمر في النساء ليعلم أنه يترك الاجتهاد لاجتهادهم وأن لهم إقامة الجمعة والعيد والفيء والحدود، وإن وقع التنازع (¬3) في شيء رجحوا إلى كتاب الله وسنة رسوله.
{وَسَارِعُوا} المسارعة إلى الجنة وهي مسابقة بعض الناس بعضًا أو مسابقتهم انقضاء الأجل إلى عمل يوجب الجنة، فقيل: إنه التوبة، وقيل: الغزو، وقيل: الهجرة، وقيل: الوقوف على قضية الأمر والنهي، وقيل: الجمعة والجماعات. وعن سعيد بن جبير: الطاعة (¬4)، وعن أنس بن مالك: التكبيرة الأولى (¬5)، وعن عثمان: الإخلاص في العمل، وعن علي: الفرائض.
{عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ} أي: كعرض السماوات، وإنما حذف لعدم الإيهام
¬__________
= وهي مصدر في موضع الحال كما قال أبو البقاء. والضعف مثل قدرين متساويين، وقيل مثل الشيء في المقدار، ويقال: ضعف الشيء: مثله ثلاث مرات، إلا أنه إذا قيل "ضعفان" فقد يطلق على الاثنين المثلين في القدر من حيث إنَّ كل واحد يضعف الآخر.
[الإملاء (1/ 149)؛ البحر المحيط (2/ 252)؛ الدر المصون (3/ 512)].
(¬1) (السلام) في "ي".
(¬2) رواه أبو داود (4604)؛ والإمام أحمد (4/ 130)؛ والطبراني في الشاميين (1061)؛ والمروزي في السنة (403،244)؛ والخطيب في الكفاية (1/ 80)؛ وابن عبد البر في التمهيد (1/ 149 - 150) بلفظ: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ... " الحديث عن المقدام بن معدي كرب وسنده صحيح.
(¬3) في الأصل: (الشارع).
(¬4) رواه ابن أبي حاتم (1421/ حكمت) قال: سارعوا بالأعمال الصالحة.
(¬5) رواه ابن المنذر (921) عن أنس قال: التكبيرة الأولى، وذكره القرطبي (17/ 206) عن
مكحول.

الصفحة 529