كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

كقوله -عليه السلام-: "الضبع نعجة (¬1) سمينة" (¬2)، وذكر العرض دليل على الطول أنه زائد والطول لا يدل على العرض، قيل: جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب، فقال: أرأيت قوله: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ} الآية، فقال عمر لأصحاب محمَّد -عليه السلام-: أجيبوه، ولم يكن عندهم فيها شيء، فقال: أرأيت النهار إذا جاء يملأ السماوات والأرض، قال: بلى، قال: فأين الليل؛ قال؛ حيث شاء الله، (وقال عمر: والنار حيث شاء الله) (¬3)، فقال اليهودي: والذي نفسك بيده يا أمير المؤمنين، إنها لفي كتاب الله المنزل كما قلت (¬4).
و {السَّرَّاءِ} حالة السرور والنعمة، و (كظم الشيء) حبسه عن الظهور والخروج. يقال: كظم البعير على جرّتِه إذا ردّها في حلقه، وكظم فلان القربة. والكظام لوح عريض يسد به فم النهر، وهو مستعمل في الغضب والحزن إذا لم يظهرهما الإنسان.
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} الآيتان تدلان (¬5) أن الله تعالى أحب أن يعبد بابتداء الخير والرجوع إلى الخير بعد الشر. وفي الحديث: "إن الله (¬6) تعالى يحب العبد المفتن التواب" (¬7)، (والفاحشة: الكبيرة، وظلم الأنفس:
¬__________
(¬1) في "ب": (نعجة عظيمة).
(¬2) ذكره ابن المنذر في الأوسط (2/ 312) عن عكرمة.
(¬3) ما بين (...) ليست في "أ".
(¬4) رواه الطبري في تفسيره (6/ 55) عن طارق بن شهاب أن ناسًا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السماوات والأرض: أين النار؛ قال: أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار؛ فقالوا: اللهم نزعت مثله من التوراة.
وكذا رواه ابن المنذر (918، 919)، وعزاه في الدر (2/ 72) لعبد بن حميد، وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مثله، أخرجه الطبري في تفسيره (6/ 56).
(¬5) في "ب": (تدل على).
(¬6) (الله) من "ب" "أ".
(¬7) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائد المسند (1/ 80 - 103)؛ وفي زوائد الفضائل (1191)؛ والحارث في مسنده (1076 - بغية)؛ والبيهقي في شعب الإيمان (7122)؛ وأبو يعلى (483)؛ وأبو نعيم في الحلية (3/ 178 - 179)؛ والحديث ضعيف جدًا وهو إلى الوضع أقرب.

الصفحة 530