كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
قال الحسَن وابن إسحاق: سنن الله تعالى في المكذبين (¬1)، وقال الزجاج: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ} سنن وطرايق، هذا إشارة إلى التنبيه على السنن الخالية، وقيل: إلى النظر المأمور به.
(الوهن): الضعف (¬2)، وإنما جاز النهي عنه لأن الإنسان ربما اكتسبه بالجبن والتخوف (¬3) وتمكن الأهوال من القلب، و (العلو): الرفعة والسمو مكانًا أو مكانة، وأراد ها هنا (¬4) المكانة والغلبة، ومنه كان فضيلة هذه الأمة علي بني إسرائيل حيث قال لموسى -عليه السلام- وجنده: {إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى} [طه: 68].
وقال لهذه الأمة: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} متصل بالنهي، وقيل: بالخبر.
{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} نزلت في تسلية المؤمنين مما أصابهم يوم أحد، وشاور رسول الله يومئذٍ أصحابه في الخروج إلى العدو، وقال: "إني رأيتني لبست درعًا فأولتها المدينة" (¬5) فأشار عليه ابن أبي بن سلول (¬6) أن لا يخرج، وأشار عليه رجال من المسلمين أن يخرج، فلبس درعًا وخرج في ألف رجل، وانخذل ابن أبي بن سلول (6) بثلث الناس غيظًا أن لم يقبل قوله (¬7)، واتبعه عمرو بن حزام. (ولما وصل) (¬8) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬9) إلى الشعب من
¬__________
(¬1) في الأصل و"ب": (الكذابين).
(¬2) في قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ...} [آل عِمرَان: 139].
(¬3) في الأصل و"ب": (التخويف).
(¬4) في الأصل: (هنا).
(¬5) رواه الإمام أحمد (1/ 271؛ 3/ 351)؛ والحاكم (2/ 141)؛ والبيهقي (7/ 41) عن ابن عباس مرفوعًا، ورواه النسائي في الكبرى (7647)؛ وابن سعد (2/ 45)؛ والدارمي (2159) عن جابر مرفوعًا، والحديث صحيح ثابت.
(¬6) في الأصل: (ابن أبي سلول)، وهو خطأ.
(¬7) سيرة ابن هشام (3/ 11).
(¬8) بدل (...) بياض في الأصل.
(¬9) (- صلى الله عليه وسلم -) من "ب".