كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
المغفر تزهران، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله، فأشار إليَّ أن اسكت (¬1).
ثم نهض المسلمون إلى رسول الله يقيم نحو الشعب، ونادى أبو سفيان حين أراد الرجوع بأعلى صوته: اُعلُ (¬2) هُبَل فوق ذروة الجبل، يوم بيوم: يوم أحد بيوم بدر، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) عمر بن الخطاب أن يجيبه، فقال: الله أَعْلَى وأَجَل، لا سواء قتلانا في الجنة يتنعمون وقتلاكم في النار يعذبون، فلما سمع أبو سفيان ذلك، فقال: هلمَّ يا عمر أنشدك الله هل قتلنا محمدًا؟ قال: كلا، وإنه ليسمع كلامك، فقال: والله إنك عندي أصدق من عبد الله بن قمئة الليثي زعم أنه قتله (¬4). وكان -عليه السلام- يقول يومئذٍ لسعد: "ارم فداك أبي وأمي" (¬5).
وأصيبت عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنتيه فردَّها رسول الله إلى مكانها فعادت (¬6) كأحسن ما كانت (¬7).
ولما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬8) تبعه أبي (¬9) بن خلف يقول: لا نجوت إن
¬__________
(¬1) سيرة ابن هشام (3/ 38)، وفيه: "أن أنصت".
(¬2) في الأصل و"ي": (اعلي).
(¬3) (- صلى الله عليه وسلم -) من "ب".
(¬4) انظر شماتة أبي سفيان عند ابن هشام (3/ 50) وأصلها في الصحيح عند البخاري
(3034، 3986، 4043).
(¬5) رواه البخاري (2905، 4055، 4056، 4057، 4058، 3812، 3725)؛ ومسلم (2411).
(¬6) بدل (فعادت) بياض في الأصل.
(¬7) رواه أبو يعلى (1549)؛ وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 391)؛ وابن عدي في الكامل (4/ 283)؛ والطبراني في الكبير (19/ 8/ 12)؛ وأبو نعيم في الحلية (6/ 337)؛ وفي الدلائل (2/ 484/ 417)؛ وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 371)؛ والبيهقي في الدلائل (3/ 253) من طرق عن قتادة بن النعمان مرفوعًا، والحديث حسن كما نصَّ عليه بعض أهل العلم بهذا الشأن.
(¬8) (صلى الله عليه وسلم -) من "ب".
(¬9) في الأصل و"ب": (بن أبي بن خلف)، وهو خطأ.