كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
سُورَةُ النِّسَاءِ
مدنية، وهي مائة وخمس وسبعون آية حجازي (¬1).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} هذه السورة تشمل على أحكام كثيرة وإنما ابتدت (¬2) بالموعظة ليكون الكلام بعده أوقع في الأسماع وأنجع في القلوب {خَلَقَكُمْ} من غير تفصيل بين الشهود والغيب للإيجاد، وهو قريب من تغليب المفرد على المضاف والمذكر على المؤنث والأعم وجودًا على الأعز وجودًا {نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} نفس (¬3) آدم - عليه السلام -، وإنما أُنّث اعتبارًا (¬4) باللفظ (¬5) {وَخَلَقَ مِنْهَا} من تلك النفس {زَوْجَهَا} حواء.
¬__________
(¬1) اتفقوا على مدنيتها، وقال أبو عمرو الداني في "البيان في عدِّ آي القرآن" (146): (هي مئة وسبعون وخمس آيات في المدنيين والمكي والبصري).
(¬2) في "أ" "ب": (ابتديت).
(¬3) (نفس) من "أ".
(¬4) قوله: {مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1] راعى فيه اللفظ في التأنيث ويجوز أن يراعي فيه المعنى - وهو آدم - عليه السلام -، فيجوز من نفسٍ واحدٍ، فيكون التذكير باعتبار المعنى وهذا اختيار ابن جرير وغيره.
[الطبري (6/ 340)].
(¬5) في جميع النسخ: (اللفظ)، والمثبت من "أ".