كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

المال (¬1)، وسمي اليتامى بالحالة الماضية لقول عمر لبلال ألا إن (¬2) العبد قد نام، وقول ابن عمر - رضي الله عنه -: "ما زدناك على عجوة وزبيب" (¬3)، {وَلَا تَتَبَدَّلُوا} تستبدلوا الخبيث بالطيب أي الحرام بالحلال. قال ابن المسيب والضحاك والسدي والزهري أنه أن تأخذ من مال اليتيم شاة سمينة وتعطيه شاة مهزولة (¬4). {إِلَى أَمْوَالِكُمْ} أي مع أموالكم (¬5) كقوله: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [آل عمران: 52]. (الحوب): الإثم (¬6). وقال الفراء: الإثم العظيم، وفي الحديث: "ربّ تقبّل توبتي واغسل حوبتي" (¬7)، وقد يطلق بمعنى الحاجة
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي حاتم (4728، 4735) عن سعيد بن جبير.
(¬2) في "أ" "ب": (إلا أن).
(¬3) الأثر في كتاب "الآثار" لأبي يوسف (1001) وسنده ضعيف.
(¬4) أما عن سعيد بن المسيب فرواه ابن جرير (6/ 352)، وابن المنذر (1314)، وابن أبي حاتم (4736).
وأما عن الضحاك فعزاه له ابن الجوزي في "زاد المسير" (2/ 5)، والقرطبي في تفسيره (3/ 9).
وأما السدي فرواه ابن جرير (6/ 352، 353)، وابن أبي حاتم (4738)، وأما الزهري فرواه ابن جرير (6/ 352).
(¬5) روي ذلك عن مجاهد قال: أموالهم مع أموالكم. أخرجه ابن جرير في تفسيره (6/ 355)، وابن أبي حاتم في تفسيره (4739).
(¬6) إطلاق الحوب على الإثم يشهد له الحديث الذي ذكره المؤلف: "ربِّ تقبَّل توبتي واغسل حوبتي" قال أبو عبيد: يعني المأثم, وكذا قال ابن الأثير، ومنه الحديث: "اغفر لنا حوبنا" وحديث: "إن الجفاء والحوب في أهل الوبر والصوف". وللحوبة عدة معاني فتأتي بمعنى الحاجة ومنه قول الفرزدق:
فهب لي خُنَيْسًا، واحتسب فيه مِنَّةً ... لحوبةِ أُمٍّ، ما يَسُوغُ شَرَابُهَا
وتطلق؛ ويراد بها القرابة - قاله ابن السكيت. وتطلق ويراد بها الهلاك ومنه قول الهذلي:
وكلُّ حِصْنٍ، وإن طالت سلامتهُ ... يومًا ستدرِكُهُ النكراءُ والحوبُ
وهناك معانٍ يطول ذكرها في معنى الحوب.
ولغة أهل الحجاز بضم الحاء ولغة تميم بالفتح.
[تهذيب اللغة (5/ 268)، النهاية لابن الأثير (1/ 455)، لسان العرب (3/ 374) "حوب"].
(¬7) أبو داود (1510)، والترمذي (3551)، والنسائي في الكبرى (10443)، وابن ماجه (3830)، وابن حبان (947)، وأحمد (1/ 227)، وعبد بن حميد (717) والحديث صحيح.

الصفحة 565