كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

{فَإِنْ طِبْنَ} طابت أنفسهن بالخروج لكم عن شيء من الصداق، أي رضين ببدله، وإنما قال: {عَنْ شَيْءٍ} ليتناول القليل والكثير والبعض والكل. و (من) في {مِنْهُ} ليتبين الجنس دون التبعيض فـ {هَنِيئًا مَرِيئًا} سائغًا شافيًا حال للمفعول (¬1)، والمراد به نفي الوبال ورفع الحرج عن الآكلين، يقال: هنأني الطعام ومرأني، فإذا لم يقل (¬2) هناني قلت: أمراني با لألف. وقال ابن الأعرابي: هنأني (¬3) ومرأني وأمرأني (¬4)، إذا انهضم الطعام، ولا يقول (¬5): مرئني.
{وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ} قال ابن عباس: لا تعمل إلا (¬6) ما خولك الله من المال وجعله معيشة لك فتعطيه أولادك وتنظر إلى ما في أيديهم ولكن أمسكه (¬7) وأصلحه وكن أنت الذي تنفق عليهم في كسوتهم ورزقتهم (¬8). وقيل: الخطاب للأوصياء، وإنما قال: {أَمْوَالَكُمُ} على سبيل المجاز. كقولك: استرق بأموالنا إذا استرق أموال (¬9) أقربائك وجيرانك. وكسوتك: نقيض قولك: عريته. وكسى يَكسى إذا صار مكتسيًا، والكاسي من كسَوت: وهو الملبس، ومن كسى يُكسى وهو اللباس. {قَوْلًا مَعْرُوفًا} أن
¬__________
(¬1) هذا أحد الأوجه في إعراب "هنيئًا مريئًا" وهو أنه منصوب على الحال من الهاء في "كلوه" وهو اختيار أبي جعفر النحاس، والوجه الثاني: أنه منصوب على أنه صفة لمصدر محذوف. والتقدير: أكلًا هنيئًا، والوجه الثالث: أنهما صفتان قامتا مقامَ المصدر المقصود به الدعاء النائب عن فعله.
[إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس (2/ 395)، الدر المصون (3/ 576)، الجدول في إعراب القرآن - محمود صافى (2/ 437)].
(¬2) في "أ": (تقل).
(¬3) في "أ" "ب": (هنيني).
(¬4) عزاه لابن الأعرابي القرطبي في تفسيره (273).
(¬5) في "أ": (ولا تقولوا).
(¬6) في "أ" "ب": (إلي).
(¬7) في "ب" "ي" والأصل: (أمثلة).
(¬8) ابن جرير (6/ 398)، وابن المنذر (1349)، وابن أبي حاتم (4791).
(¬9) في "ي" والأصل: (استرف أموال أقربائك).

الصفحة 569