كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

ومع ذلك يكثرون الوصية غلوًا ورياء فنهوا عن ذلك وأُمروا بالخشية والاتقاء لئلا يسرفوا في الوصية (¬1). وعن الحسن أن المأمورين بالخشية عوّاد المريض كانوا يحرضونه على كتاب (¬2) الوصية ولا ينظرون للورثة فحذرهم الله تعالى عن ذلك وأمرهم أن يخشوا على ذرية هذا المريض كما لو كانت لهم ذرية كيف كانوا يخافون عليهم (¬3).
{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ} خص الأكل بالظلم لرفع الجناح عن المخاطبين (¬4) والآكلين بالمعروف و (الصلي) و (الصلا) بمعنى، تقول: صلى يصلى صلًا وصلاة وصَليًا إذا مسّها، وصل اللحم: إذا (¬5) شواه، والإصلاء والتصلية على سبيل الإحراق. و (السعير) النار المتقدة ذات الالتهاب.
{يُوصِيكُمُ اللَّهُ} نزلت في ورثة سعد بن الربيع فيما يروى عن جابر بن عبد الله قال: دعاني رسول الله في بني سلمة ومعه أبو بكر فوجدني لا أعقل فرشّ عليَّ الماء فقلت: كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ فأنزل الله الآية (¬6) {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} بمعنى الأمر ومعناه: لكل ابن ضعف ما
¬__________
(¬1) (لئلا يسرفوا في الوصية) من "ب".
(¬2) في "أ": (إكثار).
(¬3) هو مروي عن ابن عباس عند ابن أبي حاتم (4874)، وعزاه ضمنًا ابن الجوزي (2/ 22) للحسن.
(¬4) في "ب": (المخالطين).
(¬5) في "ي" والأصل (ذا).
(¬6) البخاري (194، 4577)، ومسلم (1616) من قصة جابر، أما قوله سعد بن الربيع فهي أسباب نزول أخرى ذكرها ابن سعد في الطبقات (3/ 524)، وأحمد في المسند (رقم 14798، 15020)، وأبو داود (2891، 4892)، والترمذي (2092)، وابن ماجه (2720)، وابن أبي حاتم في تفسيره (4892)، وابن حبان (1130)، وأبو يعلى (2039)، والحاكم (4/ 333، 334)، والبيهقي (6/ 216، 229) وسنده حسن. قال ابن حجر في العجاب (2/ 844) إلا يمتنع نزولها في عدة أسباب).

الصفحة 574