كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
الخافض تقديره: بكلالة، أي: بإحاطة (¬1) (¬2) وإحداق به، ومنه سمي الإكليل إكليلًا، والكلالة يعبر به عن الموروث مرة وعلى الوارث أخرى، فالموروث الذي لا يرثه الأب والجد من فوقه، والولد من دونه، والموروث الذي ليس (¬3) بينه وبين الموروث والد، وإليه ذهبَ أبو بكر الصدِّيق وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وهو قول عمر، ثم رجع وقال: الكلالة من لا ولد له سواء كان له والد أم لم يكن. وروي عنه أنه لم يقل فيه شيئًا.
{وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ} من الأم، فإن كانوا أي كانت الإخوة والأخوات أكثر من ذلك" أي من واحد.
{غَيْرَ مُضَارٍّ} حال للموصي وهو أن يضار ورثته بأن يزيد وصيته على الثلث {وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ} كقوله: {فَرِيضَةً} [النساء: 11]، وقيل: منصوب بإضمار فعل {عَلِيمٌ} لإفادته العلم والحلم (¬4) {حَلِيمٌ} لحلمه عن المضار بالوصية ومنعه نفاذ وصيته لئلا تحق (¬5) مضارته فتحق (¬6) عقوبته.
¬__________
(¬1) في إعراب الكلالة أوجه عدة تختلف باختلاف تفسيرهم لمعنى الكلالة. فجوز بعضهم أن تكون حالًا منصوبة هذا إن فُسِّرَت الكلالة بمعنى الميت، ويجوز أن تقدر على حذف مضاف والتقدير: ذا كلالة، ويجوز أن تكون جملة "يورث كلالة" خبرًا لكان وتكون كلالة على هذا إما حالًا من الضمير في "يورث" وإما أن تكون مفعولًا من أجله والتقدير: يورث لأجل الكلالة. وإما أن تكون نعتًا لمصدر محذوف، والتقدير: يورث وراثة كلالة. ويجوز أن تكون مفعولًا ثانيًا لـ "يورث"، وهناك أوجه إعرابية يطول ذكرها.
[الإملاء (1/ 169)، معاني القرآن للزجاج (2/ 25)، إعراب القرآن للنحاس (2/ 400)، الدر المصون (3/ 606)].
(¬2) في "أ": (حاطه).
(¬3) (ليس) ليست في "أ".
(¬4) في "أ": (العلم).
(¬5) المثبت من "ب"، وفي البقية: (يحق) بالياء.
(¬6) في "أ": (ويحق).