كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} جعلنا موالي يستحقونه. أو تقديره: ولكل واحد جعلنا (¬1) ثَمَّ (¬2) بينهم من الذين تركهم الوالدان والأقربون والذين عاقدتهم الأيمان. و (المولى) على وجوه والجميع ينهى عن نوع قرب واختصاص، وإنما أسند العقد إلى اليمين لأنها سببُ انعقاده كقوله: {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} [إبراهيم: 36] والمراد بالمعاقدين عن ابن عباس وعنه: هم الذين آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) بينهم، ومولى الموالاة يرث عندنا (¬4)، وهو قول عمر وعلي وابن مسعود ومسروق.
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ} نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وزوجته جميلة بنت عبد الله بن أبي (¬5)، وقيل: نزلت في حبيبة بنت سهل (¬6)، وقيل: نزلت في سعد بن الربيع وامرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير. لطمها لطمة فانطلق أبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬7) واستعدى عليه فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقصاص فأنزل الله الآية فدعاهما وتلا عليهما الآية وقال: "أردنا أمرًا وأراد الله أمرًا والذي أراد الله خيرًا" (¬8)، وكان القصاص جاريًا بين الرجال والنساء في كل شيء إلى أن نسخ الله بهذه الآية. وقيل: أمرهُ محمول (¬9) على العفو دون القصاص لاعتبار المساواة فيما دون النفس {قَوَّامُونَ} قيامون وقيمون (¬10) على مصالحهن بسبب ما فضلهم الله عليهن في العقل
¬__________
(¬1) في "ب": (جعلناهم).
(¬2) (ثم) ليست في "ب".
(¬3) (- صلى الله عليه وسلم -) ليست في "ب".
(¬4) البخاري (4580، 6747).
(¬5) ذكره القرطبي في تفسيره (3/ 169)، وابن حجر في العجاب (2/ 869) عن أبي روق.
(¬6) لم أجد هذا الاسم وإنما هي حبيبة بنت زيد بن أبي زهير والذي سيأتي.
(¬7) (- صلى الله عليه وسلم -) ليست في "أ".
(¬8) ذكره مقاتل في تفسيره (1/ 234 - 235)، والواحدي في أسباب النزول (144).
(¬9) المثبت من "ب".
(¬10) يقال هذا قَيِّمُ المرأةِ وقوامها، ومنه قول الأحوص:
اللهُ بيني وبين قيِّمِها ... يَفِرُّ مني بها وأَتَّبِعُ
[معاني القرآن للزجاج (2/ 46)].

الصفحة 590