كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
والذهاب بالبركة والتوفيق. و (الرد على الأدبار): هو الحشر والإجلاء إلى الشام (¬1). وقيل: الطمس (¬2) إنبات الشعر على الوجوه كإنباته على الأقفية وإليه ذهب الزجاج، وهذا الوعيد كائن لا محالة إما في الدنيا وإما في الآخرة. ولعن أصحاب السبت مسخهم {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ} أي: مأمور الله كقوله: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} [لقمان: 11] وفائدته على هذا الإخبار عن نفاذ القدرة في جميع المرادات، وقيل: المفعول الموعود (¬3) وفائدته أن الله لا يخلف الميعاد.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ} نزلت في وحشي قاتل حمزة (¬4) وهي على العموم وتضمنت مغفرة من غير توبة لأنه نفي مغفرة الإشراك؛ وتضمنت مغفرة الكبائر. والإشراك بالله من وجهين: إثبات شيء لا ابتداء له مع الله تعالى (¬5)، والثاني: إثبات مدبر منفرد بفعله دون الله. فالأول: إشراك الدهرية والثنوية، والثاني: إشراك عبدة الجن والإنس والملائكة والنجوم والأصنام.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ} قيل في نزولها: أن اليهود حملوا أولادهم الأطفال إلى النبي - عليه السلام - فقال - عليه السلام - (¬6): "ما عليهم ذنب" فقالوا: ما نحن إلا أمثال هؤلاء ما نعمله بالليل يغفر لنا بالنهار وما نفعله بالنهار يغفر لنا بالليل، فأنزل (¬7). وقيل: سبب نزولها قولهم: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} (¬8) [المائدة: 18] بأفوا ههم التراب، وقيل: إن
¬__________
(¬1) ذكره الطبري (7/ 114)، وابن أبي حاتم (5418).
(¬2) في "ب": (الطمث).
(¬3) في "أ": (للوعود).
(¬4) لم أجد في أسباب نزول هذه الآية أنها نزلت في وحشي، وقد وردت آثار في أسباب نزولها غير الذي ذكره المصنف.
(¬5) (تعالى) ليست في "ب".
(¬6) (السلام) ليست في الأصل.
(¬7) أورده الواحدي في أسباب النزول (148) من طريق الكلبي.
(¬8) عبد الرزاق في تفسيره (1/ 164)، وعنه الطبري (7/ 124)، وابن أبي حاتم (5431).