كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
بعضهم أثنى على بعض، والتزكية وضعه بالعدالة وبأنّه زكي، و (الفتيل) الوسخ الذي ينفتل بين الإصبعين؛ عن ابن عباس (¬1). وقيل: الفتيل: في شق النواة، والنقير: النقطة على ظهر النواة، والقطمير: القشر (¬2) الرقيق على ظاهر النواة (¬3).
{انْظُرْ} إنما أمرنا (¬4) بالنظر للتعجب، وموضع التعجب شدة وقاحتهم وغاية جهلهم.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ} نزلت في كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب قدما مكة فأتتها قريش وقالوا: أنتم أهل كتاب وعلم أخبرونا عنا وعن محمد - عليه السلام - (¬5)، قالا: ما أنتم وما محمد؟ قالوا: ديننا القديم ودينه الحديث؛ ونحن نسقي اللبن علي الماء ونصل الرحم ونسقي الحجيج ونفك العناة، ومحمد صُنبور (¬6) قطع أرحامنا واتبعه سُرّاق الحجيج بنو غفار، فنحن أهدى أم هو أهدى (¬7) وأصحابه؟ قالا: بل أنتم أهدى سبيلًا (¬8)، وهما يعلمان أنهما يكذبان لا محالة لأنّهما كانا يريان (¬9) محمدًا - عليه السلام - يوحّد ويذكر اسم الله (¬10) على الذبيحة ويتوضأ (¬11) ويغتسل ويذكر الأنبياء بخير ويؤمن بهم ويأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن
¬__________
(¬1) ابن جرير (7/ 130)، وابن المنذر (1866)، وابن أبي حاتم (5434).
(¬2) المثبت من الأصل، وفي البقية: (القش).
(¬3) هو مروي عن ابن عباس كما في سعيد بن منصور (650 - تفسير)، وابن المنذر (1861).
(¬4) في "ي" "أ": (أمر).
(¬5) (السلام) ليست في الأصل.
(¬6) الصنبور: الرجل الفرد الضعيف لا أهل ولا عقب ولا ناصر له؛ أي أنه أبتر فإذا مات
انقطع ذكره [التاج "صنبر"].
(¬7) (أهدى) من الأصل فقط.
(¬8) رواه ابن أبي حاتم (5440)، والطبراني في الكبير (11645)، والبيهقي في "دلائل
النبوة" (3/ 193)، وسنده صحيح وله شواهد.
(¬9) في "ب": (يريدان).
(¬10) في "ب": (الله اسم).
(¬11) كتبت في النسخ بعدة أشكال منها (ويتوضاء) (ويتوضى).