كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

الزنا وعن جميع الفحشاء والمنكر والبغي، وهذا هو دين المرسلين، فأدّى بهما العدوان والخذلان إلى اختيار المشركين على المؤمنين، وروي أنهما سجدا لصنم قريش تقربًا إليهم واستمالة لقلوبهم (¬1).
و (الجبت): كل ما عبد من دون الله تعالى؛ عن ابن عرفة وأبي عبيد، وعن الشعبي: الجبت: الساحر (¬2)، وقيل: السحر بلغة الحبشة يعني مشتركة بينهم وبين بعض العرب (¬3)؛ وفي إحدى الروايتين الجبت: الأصنام (¬4) {وَالطَّاغُوتِ} مترجم الأصنام، وفي الرواية الأخرى: الجبت: كعب بن الأشرف، والطاغوت: حيي بن أخطب (¬5).
{أَمْ لَهُمْ} متصلة معادلة لألف الاستفهام في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ} أنفسهم (¬6) أو {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا} وقيل: متعلقة بمعنى ألف الاستفهام.
و (إذًا) يوجب جواب شرط. و (النقير): أدنى ما يتعين بنقر الأصابع أو المنقار، والمعنى: أن الله تعالى وصفهم بغاية البخل.
{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} قال ابن عباس: الناس محمدٌ -عليه السلام- (¬7) (¬8). والفضل إباحة التزوج له بكم شاء من النساء (¬9) (¬10). وآل إبراهيم:
¬__________
(¬1) رواه الطبري بألفاظ مختلفة (7/ 142)، والبزار (2293) وغيرهما.
(¬2) الطبري (4/ 132)، وابن أبي حاتم (5447).
(¬3) هذا ورد عن ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة. وانظر الطبري (4/ 557 -
558) (7/ 137 - 138).
(¬4) هذا مروي عن ابن عباس عند ابن جرير (7/ 135)، وابن أبي حاتم (5446، 5451).
(¬5) روي ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - والضحاك، رواه عنهما الطبري في تفسيره (7/ 139)، وابن أبي حاتم (5450).
(¬6) (أنفسهم) من "ب".
(¬7) مروي عن طريق العوفي عن ابن عباس كما في الطبري (7/ 154) وهو مروي عن عدّة من التابعين.
(¬8) (السلام) ليست في "ي".
(¬9) في "أ": (الناس).
(¬10) هو مروي من طريق العوفي عن ابن عباس عند الطبري (7/ 156، 157)، وابن أبي حاتم (5465).

الصفحة 601