كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
{كُلَّمَا نَضِجَتْ} الانطباخ والانشواء وهو غاية استرخاء التأليف بالحرارة {بَدَّلْنَاهُمْ} غيرها. والعذاب للنفوس دون الجلود إذ لا حياة في الجلود وإن كانت من جوهر النفوس، وقيل: أن يجدد جلودهم (¬1) النضيجة وهي أجسادهم، ويجوز (¬2) إطلاق اسم الغير عند (¬3) الانقلاب كقوله {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 14] يعني: غيره، وقيل في تفسير قوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48]: إنما هي (¬4) هذه الأرض ولكنها تقلب ظهرًا عن بطن.
و (الظل الظليل): هو الظل الذي يستطاب ويستظل به. قال الله تعالى في هذه: {إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [المرسلات: 31] والمراد بالظل الظليل جميع أنواع السلامة عن الحرّ والبرد وغيرها في حمى الله وكنفه.
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} عامة في الظاهر يدخل (¬5) كل أمانة من كلام أو مال ويدخل (5) فيه ما كان عند أهل الكتاب من نعت نبينا -عليه السلام- (¬6)، ويدخل فيه ما ائتمن الله الأئمة فيه من العهد، وروي أن النبي -عليه السلام- أخذ مفتاح الكعبة حرسها الله يوم الفتح من عثمان بن طلحة وجه بني عبد الدار وكانت الحجابة فيهم. فقال عثمان: خذ بأمانة الله، ثم إن عباسًا أحب أن يدفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬7) المفتاح إليه لينضم له فضيلة الحجابة إلى فضيلة السقاية، فتلا رسول الله الآية ورد المفتاح إلى عثمان، وقيل: أنها نزلت حينئذ ثم إن عثمان بن طلحة دفعه بعد ذلك إلى أخيه شيبة وهو في بيته اليوم (¬8).
¬__________
(¬1) في الأصل: (جلود).
(¬2) في "ب" "ي": (فيجوز).
(¬3) في "أ": (عنه).
(¬4) (هي) ليست في "ب".
(¬5) في "ب": (تدخل).
(¬6) (السلام) ليست في "ي".
(¬7) (- صلى الله عليه وسلم -) من "ب" فقط.
(¬8) ذكره ابن مردويه من طريق الكلبي. وانظر: لباب النقول للسيوطي (71)، تفسير ابن كثير في تعليقه على الآية، وعن الثعلبي كذلك ذكره ابن حجر في العجاب (2/ 893)، وذكره عن ابن جريج ابن جرير (7/ 170، 171)، وابن المنذر (1920).