كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
على كفره. وخرج (¬1) لوط وقت الصبح مع أهله وخرجت معه امرأته، فلما سمعت الهزة التفتت فمسخها الله حجرًا {مِنَ الْغَابِرِينَ} من الباقين في العذاب، وهاجر لوط إلى حضرة إبراهيم -عليه السلام- (¬2) فآواه وشاطره بماله ولم يزل معه إلى أن توفاه الله تعالى.
{وَأَمْطَرْنَا} أراد الرجم بالحجارة من سجيل، قيل: أن اقتلع جبريل تلك القريات، وقيل: بعد ما اقتلعها وقلبها وجعل عاليها سافلها وكأن تلك الحجارة كانت من تربة تلك الأرض نصحت في الهواء حرارة الشمس أو بما شاء الله، وكان جبريل -عليه السلام- (2) رفعهما فيما يروى إلى غاية سمعت ملائكة السماء نبح كلابهم وصياح ديكهم من غير أن ينصب (¬3) لهم كوز (¬4) أو تزلزل بهم مكان ثم قلبها من ثم وتبعتهم (¬5) الحجارة إلى أن (¬6) رسخوا في الأرض واستولت على تلك الناحية عيون فتنة من ماء أسود، وكل من كان منهم في سفر (¬7) أصابه حجر (¬8) فقتله {فَانْظُرْ} أي تفكر واعتبر (المجرم) الذي يأتي الجريمة وهي الجريرة والجناية.
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} قيل: اسم شعيب بالعربية يثرون وبالعبرية شعيب، وهو ابن شمعون بن عيف ابن ثابت بن إبراهيم (¬9) وأمّه من أولاد لوط، وقيل: هو ابن ميكيل وأم ميليك ابنة لوط، وقيل (¬10): إن مدين بن
¬__________
(¬1) في "ب" "ي": (فخرج).
(¬2) (السلام) ليست في "ي".
(¬3) في "ب": (أنصب).
(¬4) في الأصل و"ب" "أ": (عوذًا) بالذال.
(¬5) في الأصل "أ": (وتبعهم).
(¬6) في الأصل "أ": (إذ).
(¬7) في الأصل "أ": (بأسفر).
(¬8) في الأصل "أ": (سخر).
(¬9) في كل المصادر (مدين بن إبراهيم) بعد (ثابت) أو (ثابت) أو (نويب). ولم أجد اسم
(شمعون) في نسب شعيب في المصادر.
(¬10) قاله الطبري في تفسيره (10/ 310)، وفي تاريخه (1/ 309).