كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
سُوْرَةُ الأَنْفَال
مدنية، نزلت بعد سورة "البقرة" (¬1) بالمدينة (¬2)، وعن ابن عباس وقتادة: إلا سبع آيات نزلت بمكة قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنفال: 30] (¬3)، وقيل: نزلت آية واحدة بمكة وهي قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ} [الأنفال: 64] (¬4) وهي ست وسبعون آية حجازي بصري.
¬__________
(¬1) أجمعت كل التفاسير على مدنيتها، وقوله أنها نزلت بعد سورة "البقرة" هو مستنتج من أنها نزلت في معركة بدر، وقد ورد بأسانيد بعضها صحيح وحسن، ورواه أبو داود (2740)، والترمذي (3079)، والنسائي في الكبرى (11196)، وابن جرير (11/ 15 - 16)، وابن أبي حاتم (5/ 1650).
(¬2) في "أ": (بالمدينة)، وفي البقية (بمدينة).
(¬3) هذا القول ذكره القرطبي في تفسيره (7/ 316) عن ابن عباس، وحكاه ابن الجوزي في تفسيره (3/ 316) عن الماوردي.
والآيات السبعة ذكر السيوطي في "تفسير الجلالين" (226) أنها الآيات (30 - 36) من قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ} إلى قوله: {يُحْشَرُونَ}.
وقد ورد عن ابن عباس عدة روايات أنها نزلت في مكة كما عند ابن جرير (11/ 134، 135)، وابن أبي حاتم (5/ 1686)، وأبو نعيم في الدلائل (154)، والبيهقي في الدلائل (2/ 468)، وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/ 480).
أما عن قتادة فلم يرد نص صريح، ولكن هناك رواية عند عبد الرزاق في مصنفه (9743)، وعزاه في الدر المنثور لعبد بن حميد (7/ 99 - 100). بينما نقل الثعالبي في "الجواهر الحسان" أن مجاهد كان يرى أنّ الآية (30) فقط نزلت في مكة.
(¬4) ذكر عن ابن عباس أنها نزلت في عمر يوم إسلامه كما عند البزار (2495 - كشف)، وهناك رواية أخرى عند الطبراني في الكبير (12470)، وهو مروي عن سعيد بن جبير كما عند ابن أبي حاتم (5/ 1728)، ومروي عن سعيد بن المسيب عند أبي الشيخ كما في الدر المنثور (7/ 192).