كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
المصلحة. وعن عطاء عن ابن عباس (¬1): المراد بالأنفال ما شذ عن الغنائم من عبد أو دابة، والآية منسوخة على الأقوال الثلاثة بقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ} [الأنفال: 41] الآية، وقيل: الآية نزلت في الخمس يحكم فيه الإمام باجتهاده، وقيل: هي كل الغنائم قبل الإحراز، والآية غير منسوخة (¬2) على هذين (¬3) القولين، والتنفل في اللغة الزيادة من الخير قال:
إن تقوى ربنا خير نفل ... وبإذن الله ريثي وعجل (¬4)
والسؤال عن كيفية القسمة وكميتها. وفي مصحف عبد الله وأبي (¬5)
{يسألونك الأنفال} أي: يطلبونها منك وقد فهم الأمران (¬6) جميعًا {ذَاتَ بَيْنِكُمْ} حالتهم التي تجمعهم (¬7).
¬__________
(¬1) ورد عن عطاء عند ابن أبي شيبة (12/ 426)، وابن جرير (11/ 7، 9)، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" (457، 458). وأما عن ابن عباس فرواه مالك في الموطأ (2/ 455)، وابن أبي شيبة (12/ 427)، وابن جرير (11/ 8، 9)، وابن أبي حاتم (5/ 1651)، والنحاس في ناسخه (456، 457).
(¬2) من قوله: (على الأقوال) إلى قوله: (غير منسوخة) ليست في "أ".
(¬3) الذين قالوا إنها منسوخة نسخها قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ...} [الأنفال: 41] منهم مجاهد وعكرمة والسدي وابن جريج. وقال آخرون: هي محكمة وليست بمنسوخة منهم سعيد بن المسيب.
[الطبري (11/ 24)].
(¬4) البيت للبيد بن ربيعة وهو في ديوانه ص 174، وقد ذكره أكثر المفسرين، انظر الطبري (11/ 11)، والقرطبي (7/ 316)، وابن الجوزي في زاد المسير (3/ 318)، وابن كثير (2/ 375)، والزمخشري في الكشاف (1/ 444)، وانظر كذلك بعض الكتب العقدية مثل اللالكائي في "شرح أصول السنة" (4/ 705)، وابن بطة في "الإبانة" (2/ 289) في إثبات القدر لبعض أهل الجاهلية.
وأوردها كذلك أبو نعيم في الحلية (3/ 369)، وابن عساكر في تاريخه (15/ 154).
(¬5) أما قراءة ابن مسعود فقد ذكرها ابن جرير (11/ 19)، وأما قراءة أبي بن كعب فذكرها ابن الجوزي في "زاد المسير" (3/ 318) وذكر أيضًا قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(¬6) في "أ": (الأمران أن جميعًا).
(¬7) قال الزجاج: معنى "ذات بينكم" حقيقة وصلكم. والبين: الوصل ومنه قوله تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} [الأنعَام: 94] أي وصلكم.
[زاد المسير (2/ 188)، معاني القرآن للزجاج (2/ 400)].