كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
ليذكروا (¬1) الله تعالى حالتهم (¬2) تلك على وجه الملامة ليتكلفوا مخالفة الطبيعة في المسارعة إلى أمره ورسوله.
{فِي الْحَقِّ} (¬3) أي بالأمر الحق أو بالوعد الحق (¬4)، وفي الحق بيان الجهاد من {بَعْدَمَا تَبَيَّنَ} أي بعد ما ظهر أنه أمر الله أو من بعد ما ظهر أنه أمر الله (¬5)، أو من بعد ما ظهر أنه لهم لا عليهم، وإنما كان ظهر ذلك لهم بوعد (¬6) الله، {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ} تشبيه لحالة خوفهم، أي: يجتنبون الموهوم كأنهم يحشرون، أي يشاهدون فيه الهلاك والموت لا محالة، وإن عطفت على جملة فعلية (¬7) محله نصب بوقوع الذكر المقدر عليه.
قيل: إن النبي -عليه السلام- لما كان ببعض الطريق بعث عدي بن أبي الزغباء عليًا على العير، ونزل جبريل -عليه السلام- (¬8) مخبرًا بنفر قريش ومبشرًا بالاستيلاء على إحدى الطائفتين: إما العير (¬9)، وإما النفير، فأشاروا عليه بالعير فأعاد كلامه، فأشاروا عليه بالعير، وقالوا: إنما أخرجتنا للعير وليست معنا أهبة القتال، فأعاد عليهم كلامه فأشاروا عليه بالعير حتى قام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله انظر أمرك وامض فوالله لو سرت إلى عدن ما تخلّف عنك رجل من الأنصار، ففرح النبي -عليه السلام- (¬10) حتى عرف السرور في وجهه، وقال المقداد بن الأسود الكندي: إنا لا نقول كما قال
¬__________
(¬1) في الأصل: (لذكروا).
(¬2) في "ب": (حالهم).
(¬3) الآية في كل النسخ "بالحق" وهو خطأ.
(¬4) (الحق) ليست في "أ".
(¬5) من قوله: (أو من) إلى قوله: (الله) ليست في "أ"، وفي "ب": (أنه) سقطت.
(¬6) (لهم بوعد) ليست في "ب".
(¬7) (فعلية) من الأصل فقط.
(¬8) في "ب": (-عليه السلام-)، وفي "ي": (السلام) سقطت.
(¬9) في "أ": (الغير).
(¬10) (السلام) ليست في "ي".