كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

بنو إسرائيل {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ} [المائدة: 24] (¬1) ولكنا نقول: امض لأمر ربك (¬2) فإنا بين يديك مقاتلون ما دامت عين منا تطرف (¬3).
{أَنَّهَا لَكُمْ} بدل عن {إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ}. {الشَّوْكَةِ} البأس والشدة والحدة (¬4)، فذات الشوكة هاهنا النفير و {غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ} العير (¬5) لتغتنموا من غير قتالٍ، وأراد الله أن يسلطهم على ذات الشوكة ليقطع دابر الكافرين، روي أنهم (¬6) لما ظفروا بالعدو وفرغوا مِن القتال والأنفال طمعوا في العير قالوا: يا رسول الله عليك بالعير، فقال العباس وهو أسير مشدود: لا ينبغي لك يا رسول الله، قال: ولم؟! قال: لأن الله وعَدَك إحدى الطائفتين، وقد أنجز (¬7)، وهذا دليل على إيمان العباس وعقله وفطنته قبل ظهور إسلامه.
¬__________
(¬1) في الأصل (وربك).
(¬2) في "أ" الآية: {فَاذْهَبْ ... فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المَائدة: 24].
(¬3) ذكره ابن هشام في سيرته (1/ 615) عن ابن إسحاق ولنا على هذا الرواية هاتان الملاحظتان:
1 - قول سعد بن معاذ ناقشه ابن حجر في فتح الباري (7/ 288) أن سعد بن معاذ لم يشهد بدرًا وأنه قال ذلك في صلح الحديبية.
2 - أن قائل هذا القول هو المقداد بن الأسود، ويؤيده ما ثبت في البخاري أن ابن مسعود قال: "شهدت لمقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه ... ". وهذه القصة رواها ابن جرير بطولها في تفسيره (11/ 41)، وتاريخه (2/ 427).
(¬4) ذات الشوكة: أي ذات السلاح ومنه قولهم: فلان شاكي السلاح، قال أبو عبيدة: الشوكة الحد يقال: ما أشد شوكة بني فلان، أي حدهم. وقال الأخفش: إنما أنَّثَ "ذات الشوكة" لأنه يعني به الطائفة.
[الطبري (11/ 40)، زاد المسير (2/ 190)].
(¬5) المراد بالنفير: أبو سفيان بن حرب، والعير: المراد بها العير التي أقبلت من مكة متوجهة إلى الشام.
(¬6) في "أ": (أنه).
(¬7) الترمذي (3080)، وعبد الرزاق في تفسيره (2/ 255)، والطبراني (11733)، والبيهقي في الاعتقاد (263)، والحاكم (2/ 357)، وابن عساكر في تاريخه (26/ 291 - 292) والحديث ضعيف السند.

الصفحة 832