كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)
تعالى ليدخل الجنة بالسهم الواحد ثلاثة: صانعه الذي يحتسب بصنعه الخير، والرامي به والمهدي به، قال: وقال -عليه السلام-: "ارموا واركبوا وإن ترموا خيرًا من أن تركبوا وكل شيء يلهُو به الرجل باطلًا إلا رمي الرجل بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته امرأته، فإنهن من الحق" (¬1) وعن عروة البارقي قال: قال -عليه السلام-: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" (¬2) الأجر والمغنم. والمراد بـ (عدو الله (¬3) وعدوهم) قوم واحد وهم الكفار كما في قوله: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة:1]، وقيل: {عَدُوَّ اللَّهِ} الكفار، و (عدوّنا) أهل البغي من المؤمنين {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ} الجن، عن ابن عباس (¬4)، وقيل: سوى بني قريظة (¬5) والمعروفين من الأعداء.
{لِلسَّلْمِ} (¬6) إلى السلم {فَاجْنَحْ لَهَا} ضمير المسالمة أو الفعلة أو الخصلة، والآية غير منسوخة وقيام الدلالة على امتناع مشركي العرب لا يدل على أن الآية منسوخة في حق غيرهم.
{أَيَّدَكَ} قواك {بِنَصْرِهِ} ما قدر الله من التأييد بغير سبب {وَبِالْمُؤْمِنِينَ} ما قدره من التأييد بسببهم.
¬__________
(¬1) الترمذي (1637)، وأبو داود (2513)، وابن ماجه (2811)، والطبراني في الكبير (17/ 341) (941)، وابن أبي شيبة (4/ 229) (5/ 303) والحديث فيه ضعف.
(¬2) البخاري (2849)، ومسلم (1871).
(¬3) (الله) ليست في "ب".
(¬4) يروى مرفوعًا عند ابن سعد (7/ 433)، والحارث بن أبي أسامة (650 - زوائده)، وابن أبي حاتم (5/ 1723)، والطبراني (17/ 189) (506). وقال ابن كثير: هو حديث منكر ولا يصح إسناده ومتنه. ويروى موقوفًا على سليمان بن موسى.
أما عن ابن عباس فعزاه صاحب الدر (7/ 186) لأبي الشيخ وابن مردويه.
(¬5) هذا مروي عن مجاهد عند ابن جرير (11/ 248)، وابن أبي حاتم (5/ 1723).
(¬6) وهناك قول ثالث في هذه الآية: {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ} [الأنفَال:60] أنهم أهل فارس، قاله السدي. والقول الرابع: أنهم المنافقون، قاله ابن زيد. والقول الخامس: أنهم اليهود قاله مقاتل. روى ذلك الطبري في تفسيره (11/ 248) ورجح عدم التحديد في الآية والأصل العموم.
[انظر: زاد المسير (2/ 222)].