كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

بين اسم الله واسم من دونه في كتابة واحدة، ولهذا قال -عليه السلام- لمن قال (¬1): ومن يعصهما فقد غوى: "بئس الخطيب أنت" (¬2).
{يُحَادِدِ} يشاقق ويجانب.
{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ} نزلت في جدّ بن قيس ووديعة بن خذام والجهير بن خمير (¬3) كانوا يسيرون فيما بين العسكر بين يدي رسول الله (¬4) في غزوة تبوك يتحدثون ويتضاحكون وكان كلامهم: يطمع هذا الرجل أن يستولي على قصور الشام وحصونها؟! فنزل، وقال -عليه السلام- لعمار بن ياسر: "أدركهم قبل أن يحترقوا واسألهم عمّا هم فيه فسيقولون لك: إنا كنا نخوض في حديث العسكر ونلعب" فأدركهم عمار فسألهم فقالوا: إنا كنا نخوض في حديث العسكر ونلعب، فقال: احترقتم حرقَكم الله، فجاؤوا إلى النبي -عليه السلام- معتذرين، وقال الجهير بن خمير: أنا ما تكلمت بشيء ولكن كنت أضحك معهما فمناه رسول الله الجميل (¬5) ووعد له التوبة (¬6)، وقيل أنهم
¬__________
= وذهب المبرد إلى أن هناك تقديمًا وتأخيرًا، والتقدير: والله أحق أن يرضوه ورسوله فكان الحذف من الثاني، وذهب سيبويه إلى أنه حذف خبر الأول وأبقى خبر الثاني وهو أقرب من قول المبرد لأن فيه عدم الفصل بين المبتدأ وخبره، وفيه أيضًا الإخبار بالشيء عن الأقرب إليه، ومنه قول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راضٍ والرأيُ مختلف
أي نحن راضون.
ولا بأس في الجمع بين الله ورسوله بواو العطف في مثل هذا الموطن.
[المحرر (8/ 221)، الكتاب (1/ 38)، الدر المصون (6/ 75)].
(¬1) (لمن قال) ليست في "ب".
(¬2) مسلم (870).
(¬3) لعل ما ذكره المؤلف من اسم الرجلين خطأ في نقله والصواب كما عند الطبري وابن كثير وما ذكره ابن إسحاق أن اسمهما وديعة بن ثابت ومخشن بن حمير، والآية نزلت في غزوة تبوك.
[تفسير الطبري (11/ 543)، تفسير ابن كثير (2/ 454)].
(¬4) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬5) في "ب": (الجهل).
(¬6) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (3/ 463).

الصفحة 897